لا تخسر نفسك ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 17 مايو 2015
مدرسة البخارائي العلمية من المدراس القديمة في النجف الأشرف تقع في نهاية سوق الحويش قد أسسها أحد كبار علماء بخارا وهو محمد يوسف البخارائي سنة (1329)هـ ، وتشتمل على (16) غرفة ، وتقع مجاور مدرسة الأخوند الخراساني الكبرى. وقد سكن فيه كبار العلماء منهم سماحة آيت الله العظمى السيد على السيستاني في العام 1952 عندمات هاجر من مدينة قم إلى النجف الأشرف ، وكانت مليئة بالطلبة الإيرانيين و الأفغانيين و التبتين (من بلاد الصين) وهي أوّل مدرسة درست فيها وكان يديرها معنوياً سماحة آية الله الشهيد الشيخ علي أصغر الأحمدي الشاهرودي قدّس سرّه وهو من تلامذة الإمام الراحل(قدس سره) ونهل من علومه في الفلسفة والحكمة، كما تتلمذ على يد الإمام الخميني(قدس سره) في خارج الاُصول وكان زميلاً للشهيد المطهري، وكانا يتباحثان معاً و كان أيضاً من تلامذة آية اللّه العظمى السيد الخوئي(قدس سره) المبرّزين وأحد أعضاء مكتبه في الاستفتاءات . وبعد سقوط النظام البعثي الإجرامي، ظهر أنه قد اُستشهد في فترة الاعتقال تغمّده اللّه برحمته الواسعة. كنّا دائماً بمعيّة هذا العارف الربّاني خصوصاً وقت الظهيرة في سرداب المدرسة، وكان ينصحنا بنصائح لن ننساها أبداً مضافاً إلى أنّه بأفعاله كان داعياً إلى الله ، بزهده و تقواه ، ببساطته و تواضعه المنقطع النظير، لا أنسى أبداً وأنا أراه مضطجعاً في الظلّ عند باب المدرسة على قطعة قماش وهو مرهق من النشاط المستمر طوال النهار فإذا برجل يدخل وقد أتى من بغداد ليدرس عنده الفقه وهو أستاذ في الجامعة وكان هو يقرأ نص كتاب مكاسب الشيخ الأنصاري و الشيخ الشاهرودي وهو في حال الإضطجاع يشرح له فإذا به قد نام وذهب الطالب ! فيا أيّها العزيز لا تضيّع عمرك في أمور تافهة لا قيمة لها وحاول اغتنام جميع الفرص حتى قبل النوم بذكر الله وسماع محاضرة مفيدة أو قراءة القرآن فإنّ الفرصة تمرّ مرّ السحاب (...قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الزمر/15).