• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

التمر الزاهدي ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 05 يونيو 2015

كان فقيها مميزا مدرسا معتمدا عليه في حوزة النجف الأشرف و من ثم في حوزة قم المقدسة حيث كان من ممتحني الطلبة في الدروس العليا ،  ابن عمته وهو ايضا من كبار العلماء يقول عنه أنه من شدة الفقر كان يذهب في أيام الخميس إلى مقبرة وادي السلام ليجمع فتات الخبز و بعض الفواكه والتمر إلى أهله !
عندما قررت الحكومة العراقية إخراج طلبة العلوم الدينية من العراق وتسفيرهم إلى إيران أصبح هذا العالم أيضا ضمن مئات من كبار العلماء ، ضحية سياسات حزب البعث المجرم .
ذهبت إلى خان النصف بين النجف و كربلاء لأشاهد ماذا يحدث للعلماء فرأيت ما رأيت من الفجائع التي يندى لها الجبين ،تركوهم يجوعون ثم رموا عليهم تمر الزاهدى اليابس المخصص للبهائم  فأخذوا يهجمون عليه وهي على التراب ، تصور أيها المؤمن هذا الموقف لتدرك مظلومية الشيعة .
ثم كانوا يأخذونهم مع الجنود إلى بيوتهم ليجمعوا ما عندهم من أثاث المنزل خلال ساعات فقط ويرمونهم على الحدود الإيرانية بواسطة السيارات المخصصة للرمل المعروفة باسم (النچال) . 
ذهبت من الشيخ الفقيه وعدد من الجنود إلى بيته لأساعده في تجميع الأثاث و لم يكن في بيته أحد من عائلته ، بعد أن جمعنا الأثاث بشق الأنفس دخل الشيخ في غرفة وهو ينظر إلى شيء و يبكي قلت له لم بكاؤك ؟  قال لي تعال أنظر ! رأيت عجوزه عمياء تتجاوز التسعين جالسة وسط الغرفة قال: هي أمي من زمن رضا شاه الذي أمر بكشف الحجاب  هربت إلى العراق و كانت أمنيتها دائما أن تموت في النجف وتدفن هنا في وادي السلام فإذا أخذتها ستموت في الطريق قطعا ! هذا الكلام جعلني متحيرا و مترددا بين أمرين ولكن بعد اللتيا و التي قلت له : شيخنا أتركها سأتكفل امرها إلى أن يأخذها الباري و تموت ، فرح الشيخ كثيرا ! ولا أطيل الحديث بقيت يوما أو يومين ثم ماتت ودفناها في مقبرة وادي السلام رحمها الله