الإستغفار في العيد ! 20167 20163 20161 هـ - الموافق 07 يناير 2016
في البرد القارس وعندما يغطي الجليد شوراع قم المقدّسة فربما لا سبيل للوصول إلى الحرم المطهّر للدراسة والمباحثة فيا ترى ما هو الحلّ ؟ إن كنت في سيارتك الخاصة فالحلّ الوحيد هو الجلوس فيها و تسخينها ! فهي تبدو و كأنّها غرفة الدراسة لا فرق بينها وبين أي مكان آخر فالعلم لا يتحدد بمكان ولا زمان هكذا تعلمنا من أساتذتنا في الحوزات العلمية .
لا أنسى أنا و صديقي كنّا جالسين في سيارتي إلى جنب الحرم المطهّر فإذا بنا نسمع صوت خطيب يلقي محاضرة حماسيّة في حرم المعصومة عليها السلام على الآلاف من قوّات التعبئة (البسيج) الذين كانوا مستعدين للتوجّه نحو جبهات القتال في مناطق الحرب ، تتوقّع من هو الخطيب و ماذا كان يقول في كلمته ؟
هو سماحة آيت الله العظمى الإمام الخامنه اى حفظه الله وكان رئيس الجمهورية آن ذاك وأما كلمته فكانت قدسيّة للغاية ، فباعتبار أن الجمهورية في وقتها قد حققت انتصاراً عظيماً في جبهات الجنوب في عملية فتح المبين كان يخاطب الجنود و يقول :
إنّ الله تعالى يقول : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ،وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) المفروض ماذا نصنع بعد الفتح ؟ هلا نفرح ونحتفل ونبتسم و نصفّق!! كلا ! يقول سبحانه (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) ولماذا الإستغفار ؟ وهل الإنتصار هو ذنب قد اجترحناه ؟ نعم إنّ الذنوب إنّما تتراكم بعد أن يغلب الإنسان على عدوّه ، فالأنانية و الغرور و الإستكبار و اللهو و الغفلة ومئات من الذنوب هي نتاج الفرح و السرور والإنتصار حيث يرى الإنسان نفسه أعلى.
ولذلك تشاهد أنّ في ليلة العيد و يوم العيد هناك أدعية و أذكار مليئة بالإعتراف و التوبة و العفو كما في دعاء (اللهم من تهيأ في هذا اليوم أو تعبأ ) فيا أيها الحبيب لا تلته هذه الليلة العظيمة بأمور الدنيا من الملبس و المأكل و المشرب فتخسر الأتعاب التي تحملتها خلال شهر رمضان المبارك .