وساوس إبليس ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 20 أغسطس 2015
کنت حاضراٌ فی حرم السيّدة المعصومة عليها السلام و هو يدرّسنا الفقه، ورغم تقواه الكبير و قدسيته العالية إلا أنّه كان معروفاً في مزاحه مع تلامذته راعياً الموازين الشرعية والنزاهة والعفّة .
في أحدى الأيام أراد أن يبيّن جملةً فإذا بأحد الطلبه قاطعَه و بدأ في نقد كلامه فقال الأستاذ : أنا لم أبيّن ما في ضميري فكيف تقاطعني و تنتقد علي ؟
قال:أنا أعلم ماذا تريد أن تقول!
قال الأستاذ : وكيف علمت بذلك ؟ أظنك تعلم الغيب ! فلعلّك نبي مرسل !
ثم نادى : يا ناس إنّه يعلم الغيب فهو نبي واجب الإتباع ، فاتبعوه و أطيعوه !
ثمّ التفت إليه فقال : أعتذر من هذا الكلام ، أنا لا أريد القول بهذا الذي توهمته أنت.
إنّه آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي رضوان الله عليه، صلاته في الصحن الشريف كان معروفاً في الدقّة و الإتقان و السرعة الفائقة ! فكم منّا يعاني في صلاته من هجوم الأوهام المشبوهة و الأفكار الباطلة و الخيالات الزائفة ، ولا يرى لها حلاً أصلا.
وللخلاص منها لا سبيل له إلا أن يصلّيها جماعة فإنّ إبليس لا يتمكّن من التعرّض لصلاة الجماعة خصوصاً إذا كان الإمام معروفاً في عدالته و فضله ، دون الصلاة فرادى فيكون إبليس هو اللاعب الرئيسي فيها ، أعاذنا الله شرّه.
و هناك حلّ آخر للخلاص من وساوس إبليس اللعين وهو : أن يسرع المصلي في صلاته من دون أن يخلَّ بالدقّة في مخارج الحروف وفي الحركات و السكنات وفي الطمأنينة ، فحينئذٍ لا يفسح لإبليس المجال للولوج في صلاته ، ومع الإستمرار على ذلك أربعين يوماً ستنتهى المحنة بطرد إبليس خائباً خاسراً ويتمّ الفتح المبين!
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم التوجّه إلى ربنا حين الصلاة .