القبّة الرضوية 20157 20153 20151 هـ - الموافق 28 أغسطس 2015
الشرط الرئيس لكلّ من يريد زيارة الإمام الرضا وأجداده و أبنائه الطاهرين عليهم السلام هو تحطيم الأنانية و تكسيرها بحيث لا يتمكّن من رؤيتها أبداً ويكون ذليلا بين أيديهم و حينئذٍ لن يرى أمامَه إلا وجه الله تعالى فيمكنه أن يتحدّث مع إمامه وقد ورد ( يامَوالِيَّ يا أَبْناءَ رَسُولِ اللهِ، عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ الذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيَكُمْ وَالمُضْعِفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ) وفي الزيارة الجامعة الكبيرة (وَذَلَّ كُلُّ شَىْءٍ لَكُمْ) وبذلك يتمكن من التنور بنورالإمام عليه السلام و يكتسب من إشراقاته البهيّة ،(وَاَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِكُمْ ) ويفوز بالولاية العلوية (وَفَازَ الْفَائِزُونَ بِوِلاَيَتِكُم) يا ترى كيف يمكن تجسيد هذه الصفّة أعني تكسير الأنانية في الخارج والعين بحيث يحسّ بها الإنسان و هو يدخلّ الروضة المباركة ؟
المرايا المتكسّرة ! إنّها فكرة المصممين الإيرانيين العرفاء ، فهل يمكنك مشاهدة وجهك بالكامل في المرايا الملتصقة على الحائط ؟ كلا !
لأنّها صغيرة جدّاً قد صفَّت بنحو ترى وجهك وجسمك قد تكسّرت و انحطمت في قبال المعصوم عليه السلام ، وهذا سيسهل لنفسك أن تتحطّم أمام مولاك حجة الله على الخلق أجمعين فهناك أسرار كثيرة في حرم الأئمّة عليهم السلام عامّة وفي الحرم الرضوي خاصّة .
ولا أنسى ذلك اليوم الذي صاحبنا المصمم القدير السيد آينه جي تلميذ السيد فرجيان ليرينا بعض الأسرار العجيبة أذكر واحدة منها هنا :
كان يقول بأنّ الإنفجار جنب الضريح المطهّر سبب أضراراً في الأطراف إلا القبّة الشريفة فلم تتكسّر حتى زجاجة واحدة منها بل اهتزت ورجعت مكانها ! وهذا ما أثار عجبنا، و بعد التفحص والبحث عَلمنا بأنّ العلامّة الشيخ البهائي ره قد بناها كالمنارتين العجيبتين في مدينة إصفهان تهزّ إحداها فتهتز الثانية .
ولا يخفى عليكم أعزائي بأنّ القبّة إنما هي مظهر للنور العظيم أعني العرش ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله( أَنَا ، وفاطمة ، وعلي ، والحسن ، والحسين ، فِي حظيرة القدس فِي قبة بيضاء سقفها عرش الرَّحْمَن) .
إبراهيم الأنصاري – البحرين – المنامة