• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

ولو ردّوا لعادوا 20157 20153 20151 هـ - الموافق 06 سبتمبر 2015

   شدّة الحرارة في الثمانينات خصوصاً في عرفة حيث لم تكن المخيمات مكيّفة و لا تحتوى على المراوح سببت خسائر إنسانية كثيرة خصوصاً في كبار السن و بالأخصّ من البلدان الباردة .

كان المرشد الأوّل السيد زين الدين و أنا كنت المرشد الثاني لحجّاج مدينة أراك من المحافظة المركزية وهي مدينة باردة جداً ، وحجّاجنا كانوا كباراً في السن فكان  يموت منهم واحدٌ تلو الآخر!

ماتت إمرأة عجوزة فحملنا جثّتها إلى فوضعت في الثلاجة المخصصة للموتى لنأخذها بعد انتهاء المناسك إلى إيران .

المقرّر الخاص بالحملة الأخ كَرمي كتب للبعثة (...إحدى الحاجات قد ماتت فنقلناها إلى مكّة ) بطبيعة الحال أخبروا ذويها فيستعدوا لإستقبال الجنازة و إقامة المراسيم .

و هناك إمرأة أخرى في الأربعينيات قالت : لم تأت العجائز هنا ؟ يأتين ليَمتنَ ؟ !

\مع الأسف هي أيضاً ماتت وأخذناها إلى منى ثمّ إلى مكّة ! فكتبالأخ كرمي للبعثة أنّ حاجة أخرى قد ماتت ونقلت إلى مكّة .

بعد الإنتهاء من المناسك رجعنا جميعاً إلى السكن في منطقة الششة قريب من العزيزيّة فبمجرّد أن دخلنا الغرف فإذا بالنسوة جميعاً يصرخن بصوتٍ عال .

 ماذا حدث ؟ إنّ الميّتة الأولى جالسة في غرفتها ... يا للعجب ! ذهبنا إليها فسألناها عن حالها و كيف جائت هنا ، فقالت : الرجاء عدم السؤال عن هذا الموضوع ، بل أنا لدي سؤال من زوج ابنتي ؟ خاطبته رافعة صوتها : أين المبلغ الذي دفعته لك لتشتري لي تلفزيونا ؟ هل اشتريت أم لا ؟ هذا الموقف قد أثار عجبنا أكثر .

فيا عزيزي لا تظنّنّ أنك ستنقلب إلى ما كنت عليه بمجرّد معاينة الموت فكم نحن نشاهد الموتى في المغتسل و في حال الدفن فلم لا نعتبر ؟ لأنّ معرفتنا بالنسبة إلى عالم البرزخ والآخرة ضعيفة ، فلا بدّ أن نعرف قبل أن نموت بل نموت قبل أن نموت .

هذا و الحاجّة الأخرى لم ترجع أبداً  و دفنتُها بيدَي في مقبرة المعلّى رحمها الله .

الجدير أن الأخ كرمي كتب للبعثة : (أمّا الميتّة الأولى فرجعت إلى الدنيا مرّة أخرى و أمّا الثانية فلم ترجع بعدُ).

علماً بأنّها لم تمت بل الحرارة الشديدة أثّرت فيها فعندما أحسّت بالبرودة الشديدة تحرّكت وطرقت الباب فأخذوها للمناسك ثمّ أرجعوها حسب بطاقتها المشتملة على العنوان .

وأمّا الأخ العزيز كَرمي وهو من مدينة كرمانشاه و من فضلاء الحوزة  قد نال شرف الشهادة في جبهات القتال ضد العدوّ البعثي الكافر فسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيّاً .

إبراهيم الأنصاري – البحرين – المنامة

17 ذيقعدة 1436