• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

إن العرق دساس ! 20167 20163 20161 هـ - الموافق 07 يناير 2016

إنّ العرق دسّاس !

آلاف من الجواميس السائبة في هُور الهويزة ( وهي بحيرة و سيعة جداً قد غطيّت بالقصب ) قد حوصرت جرّاء القصف المستمر من الجيش البعثي الكافر ، فلم تكن لها حيلة إلا البقاء هناك تأكل القصب و تشرب الماء و تتوالد و تتكاثر ، قتل منها الكثير و بقي الكثير .

بعد مرور ثمان سنوات  و بمجردّ أن وضعت الحرب أوزارها رجع أصحابها من مدينة يزد يتفقدّونها فما هي الحيلة في العثور عليها !  حين غروب الشمس ، و الهدوء قد استوعب المنطقة أتى أصحابها إلى المنطقة فكلّ واحد بيده ( ناي) يَنفخ فيه فيترنم بنغمته الخاصة تفهم البهيمة أنّ صاحبها متواجد هنا فتجتمع حوله لا هي فحسب بل جميع أولادها ! فربما الواحدة صارت مأة .  وهكذا يأتي الآخر ويوجد نغمةً أخرى فتجتمع مجموعته حوله إلى أن انتهت جميعا. 

فيا للعجب كيف فهمت الجواميس هذا الصوت و كيف انتقلت بالوراثة إلى نسلها وهي بهائم فما بالك أيها الإنسان وأنت كلّك تعقل و عاطفة و إحساس .  فلا شكّ أنّ صفاتك تنتقل إلى ذريتك هما ابتعدك شأت أم أبيت ،  و هي تشمل  الصفات الخَلقية  والصفات الخُلُقية الإكتسابية . ولذلك نشاهد أنّ  النبي يوسف عليه السلام لم ينكر القاعدة التي أثارها أخوته حيث (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ...)  فهم أرادوا القول بأن هذه الخصلة أعني السرقة قد ورثها بنيامين و يوسف من أمّهما و أمّا الأب فهو نزيه ! وبالنتيجة أرادوا تبرئة أنفسهم من هذا الفعل السيّء ! بل (... فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ)(يوسف/77). أراد القول بأنّ يوسف ليس بسارق و لا أخاه بل أنتم السيئون المسيئون الظن بأخويكما من أبيكما !  وأيضاً : لعلّ في قولهم لمريم عليها السلام (يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)(مريم/28). ما يدلّ على ذلك، يقال أنّ هارون كان رجلا عفيفاً ومريم كذلك وأنّه لا إشكال في أب مريم وهو عمران و لا أمّه ! فقالوا لها : من أين وصلت إليك هذه الصفة ؟  و بمّا أن القاعدة لا غبار عليها ولكن هم أخطئوا في تطبيقها على مريّم  (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ  كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)(مريم/29). فكانت تريد أن تفند ظنّهم الخاطيء وأنّها لم ترتكب شنيعاً .

فيا أيها العزيز : ارحم ذريتك واجتبت الصفات الرذيلة و تخلّق بالأخلاق الحسنة و لا تلق بيدك إلا التهلكة وكذلك ابتعد عن أكل الشبهة فتأثيره على النطفة سيّء جداً ، والعجب ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين) الكافي ، للكليني 5 : 332 | 2  وأيضاً : (تخيّروا لنطفكم فان العِرقَ دسّاس) المحجة البيضاء ، للفيض الكاشاني 3 : 93

إبراهيم الأنصاري – الجمعة 6 ربيع الأول 1437