مسحت الغبار عن وجههما 20157 20153 20151 هـ - الموافق 27 ديسمبر 2015
في مدينة كاشان المجاورة لمدينة قم المقدّسة هناك مشهد يقصد إليه الزوار يسمى مشهد أردهال ، شهدت هذه المدينة استشهادَ السلطان علي بن الإمام محمد الباقر(ع) ودفنَه فيها وكان نائبا خاصا للإمامين الباقر والصادق عليهما السلام وكان يؤدي مهامه التبليغية والارشادية في إدارة الشؤون الشرعية والسياسية والاجتماعية في كاشان ، استشهد في زمن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك لعنه الله في 27 جمادى الثانية 116هـ وقطع رأسه وهو عطشان و حمل إلى الشام وأَسرّ أهله وعياله ودفن جسمه بعد ثلاثة أيام بلا غسل ! روي عن الإمام الصادق عليه السلام (ثواب زيارة أخي علييٍ كزيارة جدي الحسين عليه السلام)
كان آية الله العظمى المرعشي النجفي قده يقول : إن أجساد شهداء واقعة أردهال ما تزال طرية إلى يومنا هذا وهي موضوعة في توابيت خشبية في سرداب ، في سنة 1384 هـ و في منتصف ليلة فُتح له باب السرداب فقال أنّ هناك حوالي مأة تابوت مصففة ثلاثة ثلاثة كل على الآخر وهي مفتوحة من الأعلى .
يقول أحد مصاحبية و هو الحاج مسيب الهمداني ره : الأجساد كانت بلا رأس و رأيتُ إحدى جثث الشهداء قد خرجت يده من التابوت و كانت ضخمة كالفخذ! فأرجعتها إلى محلّها . بعد ارتحال سماحة السيد المرعشي سنة 1411 هـ بأيّام كنّا جالسين في مجلس علمائي بحضور أحد مرافقيه و هو ذلك السيد الذي ذكرناه في حادثة الملوية فقال :
فاجأنا السيد حيث أيقضنا من النوم وقال نريد الذهاب إلى مدينة كاشان ! إحملوا معكم (مصباح يدوي ، قطعة حبل طولها كذا ، فَأسٌ كبير) و بمجرّد أن وصلنا إلى مشهد أردهال قال احفروا هذا المكان فإذا بسرداب عميق مظلم مخيف ! فربط الحبل بشجرة باحكام ثم قال من يذهب داخل السرداب ! قلنا عذراً سيدنا ... نخاف ! قال : إذن سأذهب أنا بوحدي فربط نفسه بالحبل و نزل بكلّ شجاعة ومعه المصباح فإذا بالحبل كان بنفس عمق السرداب ، بقي هناك مدة ثمّ حرّك الحبل فسحبناه إلى الأعلى وكان رحمه الله يبتسم و يقول : (نعم كانا هما بالتحديد كنت أبحث عنهما سنوات فعثرت عليهما هنا ، اثنين من أولاد الإمام عليه السلام وأظنّه قال (الإمام موسى بن جعفر) كان جسمهما طريين و كأنهما دفنا للتوّ ، والكفن سليم لا يمسه شيء وكان وجههما كالقمر المنير ، لم أفعل شيئاً إلا أنّني:
(مسحت الغبار عن وجههما)
فيا أخوتي و أخواتي لا تعجبوا من ذلك فإنّني رأيت بأمّ عينيّ الشهيد العزيز (بهرام) الذي كان ساقطاً على الشارع المحاصر بين مدينة الأهواز و مدينة آبادان في منطقة استراتيجية اسمها(دار خوين) رأيت بعد أكثر من تسعة أشهر مع شدّة الحرارة لم يبق من جسده إلا رجل واحدة شيّعوها وهي كانت طريّة يتقاطر منها الدم !! وهذا الأمر إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على أن الروح ما زال قيوماً على البدن يحافظ عليه .
رزقنا الله التقوى و الإخلاص و التوفيق و السداد ... إبراهيم الأنصاري – 15 ربيع الأول 1337هـ الساعة 12:30