• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

الخير فيما وقع (الحلقة 1) 20157 20153 20151 هـ - الموافق 30 ديسمبر 2015

كان يشددّ على ألا تخلو المدن من علماء الدين ، كيما يجتمع الشباب حولهم و يتعلّمون معالم دينهم و يستثمرون أوقاتهم الفارغة و يشغلون أنفسهم بما يرضي خالقهم، و الأهم من ذلك أن بقاؤهم فيها يشكل سداً؛ لئلا یصفو الجو للوحوش البعثية الصدامية فيعيثوا فيها فساداً ، حيث أنّ القصف المستمّر بالطائرات و الصواريخ جعل المدينة خالية من أهلها .

إنّه القائد الفذّ روح الله الموسوي الخميني _قدّس سرّه_ ، دعانا مكتبُه في قم المقدّسة أن نشدّ الرحال إلى مدينة الأهواز في هجرة تبليغية ، وفقني الله تعالى _ وکنت آنذاک في العشرينات و بالتحديد سنة 1981 ؛ أن ألبّي تلك الدعوة الربّانية و أيمم وجهي شطر الأهواز مع العائلة و طفلتنا الوحيدة .

جالت فی خاطري كلمة الأستاذ الشهيد العلامة مرتضى  مطهرى _قدّس سرّه_ حيث يقول: (نحن مسؤولون لأننا لم نوجد أرضية خصبة للشباب لكي يفهموا دينهم الحقيقي، فهم عطاشى لا محالة فلو كنّا نرویهم بالقدر المناسب من الماء المعين الطاهر لما التجأوا إلى المياه الملوّثة)

ذهبت إلى مسجد اسمه (مسجد حجّت) وكان كبيراً و شبه مهجور والجوّ حارّ بشدّة، ففكرت في الحصول على جهاز تکییف يتلاءم مع تلك المساحة، فبحثت هنا وهناك _علماً بأنّ كلّ شيء كان معطّلاً_ إلى أن عثرت على مكيّف مركزي ماركة (York)  في مصنع ذوبان الحديد العملاق فأخذته من دون إذن ! فكيف لي أن أستأذن و لم أر هناك لا طاقمه الإداري و لا العمال، و المصنع مفتوح على مصراعيه والقنابل تتقاذفه بين آونة وأخرى فتحطّم كلّ ما فيه !

و کان حصولنا علی جوّ بارد خطوة كبيرة نحو الأمام، ولكن يبقی علینا توفیر الأجهزة الأخرى مثل الآلة الكاتبة و جهاز تصوير المستندات و غيرها وهي الاخری قد توفرت في وقت قياسي من دون دفع أي مبلغ أو طلب إذن إلا من الله تعالى و ممثّل الإمام الخميني قدس سرّه آيت الله السيد الجزائري حفظه الله.

كانت تلک هي أوّل حوزة مؤقّتة قمت بتأسيسها ، تدّرس فيها سلسلة دروس (التعرف على العلوم الإسلامية) وهي عبارة عن كتب الشهيد مطهري قدّس سرّه: (الفقه و الأصول و المنطق الفلسفة و الكلام والعرفان ) و أيضاً تفسير القرآن الكريم (سورة الروم) و الأدب العربي (مباديء العربية) و نهج البلاغة (الخطبة الأولى).

كانت مسئولیة التدريس بأكملها تقع علی عاتقي لم يشاركني في ذلك أحد أصلا ( وكان ذلك من باب السالبة بانتفاء الموضوع؛ أعني أنّه لم يكن أحد حينها هناك لكي يشاركني ).

كانت بالنسبة لي بمثابة أول تجربة خطيرة أخوضها إلا أن العجب العجاب هو عدد الطلبة ، يا ترى كم كان عددهم  رجالا و نساءً ؟! سأتحدث عن ذلك في الحلقة الثانية .

و هنا أريد التأكيد على كلمة الإمام الخميني المشهورة حيث قال عن الحرب (الخير فيما وقع) طبعاً  لا في وقوعه وفرق كبير بين الجملتين ! وهذا باب عظيم للمعرفة ينفتح منه أبواب كثيرة .

فاللعن ثمّ اللعن على الشيطان الأكبر و عملائه و العذاب لطاغية العراق صدام المجرم  كما نقول : اللهم ألعن أول ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد ، ولكن في نفس الوقت نرى أنّ صنع الله متقن لا يعتريه اعوجاج ! فلولا تلك الحرب المفروضة على الإسلام لما وصلت الجمهورية إلى ما هي عليها من القوة في كافة المجالات ، بل لم تبق تلك الدولة الفتية ! فلولا كربلاء لفنى كلّ شيء حتى السماوات و الأرضين ولذلك تقول في سجدة زيارة عاشوراء (لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم،الحمد لله على عظيم رزيتي) و لذلك صرخت زينب في وجه عبيد الله بن زياد (ما رأيت إلا جميلا) حين سألها (كيف رأيت صنع الله بأخيك) كيف لا و القرآن الكريم يقول :

(... صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)(النمل/88).

البحرين – المنامة – 30/12/2015 ، 9 ربيع الأول 1437 الساعة 10:30 صباحاً