ما أدريك ما البصيرة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 12 فبراير 2015
كلّ من الأنبياء أولي العزم قد استفاد من وسيلة ملكوتية لتسيير أمور العالم ، كلّ حسب فضل الربّ عليه فكان منطقهم جميعاً (هذا من فضل ربّي) * أمّا نوح فالوسيلة لحركته و مواقفه كانت ( عين الله ) فخاطبه سبحانه ( واصنع الفلك بأعيننا) وهم أهل البيت عليهم السلام فكان للعين تأثير كبير في صناعة السفينة و جريانها من دون شراع ولا سُكّان وهم عليهم السلام (عين الله الناظرة) . * وأمّا إبراهيم فاستعان بالحنيفية التي هي التوجه المطلق إلى وجه الله من دون الميل إلى الشرق والغرب (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) * وأمّا موسى فكانت لليد البيضاء دور رئيس في حدوث الآيات التسع ، تلك اليد التي تظهر عند الظهور فعن الصادق عليه السلام (يُسْنِدُ الْقَائِمُ عجل الله فرجه ظَهْرَهُ إِلَى الْحَرَمِ وَ يَمُدُّ يَدَهُ فَتُرَى بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَ يَقُولُ هَذِهِ يَدُ اللَّهِ وَ عَنِ اللَّهِ وَ بِأَمْرِ اللَّهِ ) وبذلك تمكّن أن يهدد فرعون و يفضحه * وأمّا عيسى: فقد أيدّ بروح القدس وهو أعظم من جبرئيل ألا و هو روح فاطمة عليها السلام (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) * وأمّا الرسول محمد صلى الله عليه وآله فإنّه يعتمد على البصيرة الخاصة به (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي) تلك البصيرة التي نفذت في الأولين والآخرين فلا تغفل عن هذا المقام الشامخ للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله.