كيف نقيم الصلاة ؟ 20157 20153 20151 هـ - الموافق 13 فبراير 2015
حقيقة إقامة الصلاة و كيفية ذلك ؟ ينبغي أن نعيد النظر في مفهوم إقامة الصلاة ، فالصلاة لا تقرأ و لا تُتلى بل تقام ، فماذا يعني ذلك ؟ ما هو باب الورود إلى إقامة الصلاة ؟ الجواب هو معرفة (عالم الصلاة). مثال : في حرّ الظهيرة لو كنت جائعاً عطشانَ منهك ! فإذا بشخص واقف أمام بيته يستضيفك و يدعوك للحضور في مجلسه ويرحبّ بك فتدخل البيت فيأتي بالمرطبات الباردة ثم يفرش لك المائدة وفيها ما تشتهيه من أصناف الأطعمة والمقبلات ثمّ يقدّم لك من أصناف الفواكه ثمّ الحلوى و القهوة والشاي ! تقول في نفسك : كم فرق بين حالتي الأولى خارج البيت وهذه الحالة. الصلاة و ما أدريك ما الصلاة ! فهل تعلم أنّك عندما تدخل في الصلاة فقد دخلت في عالم آخر يختلف تماماً عن خارج الصلاة ، فهناك بون بعيد بين الذكر والقرائة و الصلوات التي تحققها خارج الصلاة وبين ما تفعلها في داخل الصلاة . فلا يمكن أن نقارن بين سجدة واحدة داخل الصلاة بمئات بل آلاف السجدات الخارجة عنه ، وكذلك التكبيرة الواحدة في الصلاة لا يمكن أن تقارن بآلاف التكبيرات في خارج الصلاة ! وأيضاً الحمد والتسبيح . إنّ الله سبحانه يقول (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) هذا خارج الصلاة ولكن هل تعلم أنّ الله بنفسه جلّ جلاله يدعوك ويرحبّ بك و يستقبلك وأنت في الصلاة ؟! فقوانين الصلاة تختلف تماماً عن القوانين الأخرى.
* إقامة الصلاة تعني: أيّها العبد : لا تفوّت هذه العشر دقائق بالغفلة بل توجّه إلى أن كلّ حركة و ذكر وتكبير و سجود و ركوع وأنت في عالم الصلاة لها شأن عظيم و مرتبة سامية و فضل كبير ومنزلة رفيعة ! فلو أردت الدخول في مقابلة مع مسئول لوظيفة دنيوية زائلة مثلا فكيف تدرس أهدافك و تحددها و تبرمج وقتك وحتى حركاتك و سكانك و نظراتك و مظهرك كلّ ذلك لكي تقيم وضعك ! فيا أيّها العزيز: لابدّ وأن تحدّد هدفَك و يبرمج لنفسك و تنظم وقتك و تصفّي قلبك و تلّم شملك قبل دخولك في عالّم الصلاة.
*السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذا ضروري قبل كلّ صلاة فربّما يصعب ذلك علينا ؟ الجواب هو : (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)(الروم/31). الإنابة تتبعها التقوى فاقامة الصلاة ، فكلّما اشتدت الإنابة تزايد التقوى و تحقَّقت إقامة الصلاة .