فِی ابْنَةَ رَسُول ص لی أُسْوَةُ حَسَنَةً 20157 20153 20151 هـ - الموافق 11 أبريل 2015
فِی ابْنَةَ رَسُول الله صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ لی أُسْوَةُ حَسَنَةً : هناك أحاديث تؤكّد على أنّه ليس من شئون الإمام أن يذهب إلى الناس و يأخذ بأيديهم كرهاً بل شأنه هو التحدّث معهم و نصيحتهم و هدايتهم إلى الحق واتمام الحجّة عليهم ولذلك تطلق عليه (حجّة الله ) ولعلّ قوله تعالى (لكلّ قوم هاد) دال على ذلك ، فعن علي عليه السلام قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي، فإن أتاك هؤلاء القوم فسلّموها إليك ـ يعني الخلافة ـ فاقبل منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك) فلو أعرض الناس عنه ولم يأتمروا بأمره كانوا هم المقصرين ولا تقصير منه، كما لو أعرض الناس عن الكعبة ولم يقصدوها بل استدبروها، فذلك لا يضرها ولا ينزّل من قدرها. ولذلك يقول (لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِم، وَلاَ سَغَبِ مَظْلُوم، لألْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلألْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هـذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز) ولذلك نشاهد أنّ الإمام الحسين عليه السلام يخاطب أصحابه وأصحاب الحر في ذي الحسم:(أيها الناس إنها معذرة إلى الله عزوجل وإليكم، اني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم، ان اقدم علينا فانه ليس لدينا إمام لعل الله يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم اقدم مصركم، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم)
هذا : وأمّا فاطمة عليها السلام فأسلوبها يختلف حيث رأت أنّ عليّاً (عليه السلام) أحقّ الناس بالخلافة بعد أبيها ، ولهذا نراها وقفت ذلك الموقف المتصلّب تدافع عن حقّ عليّ (عليه السلام) بالخلافة، وحاورت المهاجرين والأنصار في ذلك وأصرّت على ذلك و صمدت حتى الشهادة . هذا الأسلوب هو الذي يتبناه ابن الزهراء الإمام المهدي أرواحنا فداه حيث يخرج الناس من الظلمات طوعاً أو كرهاً ليملأ الله به الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلماً فهو المنجي وقد تحدثنا عن حقيقة المنجي سابقاً ، وعلى ضوءه نعرف ماذا يقصد الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه من قوله (فِی ابْنَةَ رَسُول الله صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ لی أُسْوَةُ حَسَنَةً) فتأمّل و لا تغفل وهنيئاً لكم و لنا أننا نعيش تحت ظل ابن الزهراء ، اللهم ارزقنا رؤيته و الإستشهاد بين يديه)