فاخلع نعليك ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 13 أبريل 2015
فاخلع نعليك ! رغم اهتمام الناس بالدنيا و سعيهم ورائها إلا أنّها بمستوى من الدنائة و القبح بحيث لم تشمّ رائحة الوجود منذ نَشأت ، وهي على حدّ تعبير الإمام الخميني ره هي كالمرأة الذميمة القبيحة التي تتزين بأنواع الزينة و المكياج بحيث يشتاق إليها كلّ من يراها فيمدحونها وكأنّها هي أغلى و أحسن ما في الوجود .
الدنيا واقعة تحت قدم الوجود ووزانها وزان النعلين ، فلا حاجة للنعلين إلا في أماكن خاصة للضرورة وأمّا لو أراد الإنسان أن يدخل في حرم إمام من الأئمة عليهم السلام فلا بدّ من خلعهما ، فبمجرّد أن تقبل الله عبده بقبول حسن فلا بدّ للعبد الحرّ أن يخلع نعليه كما حصل لموسى عليه السلام حيث قال تعالى (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى)(طه/12). فطلب منه أن يبتعد عن الدنيا ويدخل في الوادي المقدّس الذي كان في الظاهر طوى و في الواقع مقام القلب حيث أختير للنبوة ، هذا فينبغي للعبد أن يخلع نعليه وهما في مرحلة (الشهوة والغضب) و في مرحلة أخرى ( حبّ الجاه وحبّ الأهل) لكي يتمكن من الدخول في الوادي الأيمن . قال بعض العرفاء ( ان موسى في الميعاد خوطب بخطاب فاخلع نعليك وقد فسّر بمحبة الأهل ، والرسول الخاتم ص قد أمر في ميعاده بأن يحبّ عليا عليه السلام ) فكم فرق بينهما فتأمّل . ثمّ اعلم أيّها الحبيب أن في الحديث (الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ) فلا تتوانى في قمع جذور الدنيا من قلبك قبل حلول موتك لأنّك ستتحسّر عندما تنكشف لك الحقائق بعد فراق الروح البدن،قال تعالى (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ، لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(ق 21-22). إبراهيم الأنصاري ـ قم المقدّسة