بالإمام عجل الله فرجه ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 08 يونيو 2015
عندما نراجع القرآن الكريم و الأدعية المباركة خصوصاً أدعية شعبان المعظم و شهر رمضان المبارك نشاهد فيها طلبات يستحيل لأمثالنا أن نحققها في هذه الدنيا الدنية مهما سعينا و اتعبنا أنفسنا بل بعضها لا تتحقق إلا بوجود العصمة في الإنسان فلا يوجدها إلا المعصومون عليهم السلام ، فلماذا يُطلب منّا قرائتُها و أخذها وسيلة للمعرفة والعروج ؟
*من النماذج القرآنية قوله تعالى (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(آل عمران/191). فأين هؤلاء ؟ و قوله (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ)(النور/36). وهل يمكن تطبيق الآية على غير أهل البيت عليهم السلام ؟ وأيضاً (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)(الفرقان/74). فمتى يمكن لنا أن نصبحَ أئمّة للمتقين ؟
* وأمّا الأدعية فمنها ما في المناجاة الشعبانية (إلهي هَب لي كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حُجُب النور ، فتصل إلى معدن العظمة ، وتصير أرواحنا مُعلقة بعزّ قدسك) و من تلك الأدعية (اللهم أدخل على أهل القبور السرور اللهم أغن کل فقیر اللهم أشبع کل جائع اللهم اکس کل عریان) فلاحظ أنّك تريد من الله أن يغنيَ كلّ فقير لا بعضهم وأن يشبع كلّ جائع ، فياترى يمكن أن تتحقق هذه الطلبات في الوضع الحالي أو مستقبلا وذلك من خلال توزيع الثروة بالعدل ؟ كلا ! فإذن لا بد من التماس حلّ لهذه المشكلة و الوصول إلى جواب مقنع فأقول:
إنّها أدعية مهدوية بمعنى أنّ كلّ هذه الطلبات ستحقق إن شاء الله ولكن بعد أن وصلنا إلى مستوى من المعرفة بحيث رأينا الإمام عجّل الله فرجه لا كابن العسكري فحسب بل كما ورد في الدعاء (اللهم ارنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظري بنظرة مني اليه ) هنالك سوف تتبدّل المعايير حيث يهلك إبليس و يرتقى المؤمن إلى مستوى من المعرفة بحيث يفنى في إمامه فيكون منقطعاً إلى الله بالإمام عجّل الله فرجه و يكون إماماً على المؤمنين بالإمام عجل الله فرجه وهكذا سائر المواصفات ، على ضوئه تعرف معنى (اللهم أصلح کل فاسد من امور المسلمین) .
فيا أيها العبد الفقير إلى الله لا تنسى إمامك أبداً ، واسعَ دائما أن تلتحق بركبه المبارك ويكون لسان الحالك ( اللهم بِرَحَمتِك في الصالحين فَاَدْخِلنا) قال تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ.. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ)(الأنبياء/105 ، 106) العبد الفقير إلى رحمة ربّه – إبراهيم الأنصاري - 20 شعبان المظم 1436