من أجل العبودية: 20197 20193 20191 هـ - الموافق 08 مارس 2019
هل يبقى شك وترديد بالنسبة إلى ضرورة دولة يحكمها المعصوم يعمل حسب معرفته لباطن الأشياء، و يتعامل مع الأشخاص و الأشياء تعاملا خِضرياً، وذلك بعد أن نشاهد العشوائية و الخربطة في عصر الغيبة لا في مجالات الحياة فحسب بل حتى على صعيد العبادات التّي قد خلقنا الله لأجلها، فهل يمكن لواحد منّا وهو يعيش في عصر الغيبة أن يدّعيَ أنّه يؤدّي التكاليف الإلهية بالفعل، تلك التي أوجبها الله تعالى على العباد؟ وهل سنرتقي إلى مقام القرب بهذه الأعمال ولا ندري هل هي مما أمر الله بها؟
وماذا عن المحرّمات؟ فربّما نرتكبها ونحن لا نعلم بذلك؟
اللهم إلا أن نثيب على الإطاعة العامّة لله تعالى أعني الانقياد لا على أداء كلّ تكليف على حدة، وهذا النوع من الثواب لا يرتقي بالإنسان إلى الدرجات العلى!
فهذا اليوم هل هو بداية شهر رجب 1440 أم نهاية شهر جمادى الثانية؟ وماذا عن المناسبات، مثل الاحتفال بمولد أمير المؤمنين عليه السلام و المبعث النبوي! وماذا عن أيام البيض!
هذا: والمشكلة تنجرّ إلى شهر شعبان أيضاً ومناسباته وإحياء ليلة النصف منه الذي يعادل ليلة القدر! والمصيبة العظمى في صيام شهر رمضان وليالي القدر ويوم العيد الذي يحرم فيه الصيام!
كما أنّ قواعد عبادة الحجّ التي تعدّ من أهمّ العبادات تكون متزلزلةً في عصر الغيبة ، فنحن ملزمون بقرار الآخرين ممن لا يهمّه معتقداتنا ولا مناسكنا!
ناهيك عن معرفة القرآن الكريم والأحاديث الشريفة .
فهل يبقى في عصر فقدان الماء المعين، دينٌ يطمئن به يمكننا أن نحتج به يوم نبعث بين يدي ربّ العالمين؟
لا تنسى أيّها العزيز، أنا وأنت المقصّرون في ذلك حيث اكتفينا بالظواهر و لم نجهّز أنفسنا بعدُ لتقبّل بواطن الأعمال، فلن نستطيع مع الإمام المهدي عجّل الله فرجه صبراً!
وما عسانا أن نفعل إذن .
أقولها بكلّ حزم و جدّ: ينبغي أن يكون جلّ اهتمامنا و هاجسنا و أعمالنا منصبّاً في القضيّة المهمّة وهي ظهور الإمام الحاضر الغائب عجل الله فرجه، لنشاهد تلك الطلعة الرشيدة أوّلا و نتبع ما يمليه علينا ثانياً لعل الله يرحمنا فإنّه الغفور الرحيم.
الجمعة
إبراهيم الأنصاري
ا رجب أو نهاية جمادى الثانية 1440
الساعة 10:30 صباحاً
البحرين - جبلة حبشي