بأعيننا ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 28 يناير 2015
قال تعالى : (وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ...)(هود/37). وقال أيضاً : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ)(القمر/14). تلاحظ أنه سبحانه ذكر العين بصيغة الجمع ، فهم تجلياته التي من خلالها تنزل فيوضاته فيا ترى من هم هؤلاء ؟ هل هم الملائكة المقربين و الموكلين ؟ أقول: إنّ الملائكة لهم الدور المهم في حفظ المؤمنين عامّة ولكن ههنا الأمر له ارتباط برسول عظيم وهو أول أولي العزم من الرسل أعني نوحاً عليه السلام ، والفيض هنا خاص له فلا ننكر دور جبرئيل في صناعة السفينة و في حركتها فقد أشار سبحانه ذلك في قوله :"ووحينا " . وأمّا الأعين فهم أوّل نور استضائت به المخلوقات و تنوّرت به السماوات والأرضون وهم حقيقة الإنسان الكامل ، تجلّت في مرائي الخلق في خلع الصفات والأفعال أصلها فيوضات خمسة هي : الرحمة المحمدية الواسعة و الهداية العلوية نحو الصراط و الحافظية الفاطمية من الغرق فهي التي تفطم شيعتها بما فيهم نوح عليه السلام من الشر والنار والهلاك والصبر الحسني في صناعة السفية ووصولها إلى المقصد ، وأمّا الإمام الحسين عليه السلام فهو حقيقة تلك السفينة حيث أنّه خامس أصحاب الكساء وهو بقية الماضين ..
هذا : والأعين في قوله مخاطباً رسوله صلى الله عليه وآله :(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) الطور/48). هم العين في الوجه النوري لأهل البيت عليه السلام التي تشرف على أنفسهم أيضاً .. فتأمّل لتعرف .