لا تخرج من مكان الصلاة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 12 فبراير 2015
لا تخرج من مكان الصلاة ! كيف نقيم الصلاة لننتفع به ؟ ينبغي معرفة الرمز لذلك ، إنّ الصلاة له شكل ملكوتي ، وكلّ شكل لا محالة له مكان خاص به ، فعندما يدخل العبد في الصلاة فقد دخل في ذلك المكان وهو رغم تواجده في مكانه إلا أنّه يتقدّم إلى الأمام حسب اشتياقه لله تعالي و تقربّه إليه الذي هو الغاية. ففي حين الصلاة ينبغي أن يكون (قلبك و ميلك في مكان الصلاة) فلو تجاوزت الركعة الأولى وقلبك يتجوّل هنا و هناك فهذا يعني أنّك لم تدخل في الصلاة بعد . وفي الركعة الثانية لو طار طائر فكرك إلى العمل والبيت والأولاد والسوق فأنت قد خرجت عن مكان الصلاة ! ولست في الصلاة لأنّ الصلاة ليس بالظاهر بل المهمّ هو القلب و الإشتياق ثمّ إذا وصلت إلى التشهد الأخير ، فسُئلت ماذا تفعل ؟ لو كان لسان حالك هو (أنّني أتأسف وأتوّه حزناً و غماً لأنّ الصلاة في وشك الإنتهاء! أنا أحبّ الصلاة لا أريد أن أفارقه !) إذن أنت من المصلين ، فحينئذٍ حتّى لو سلمت سلام الصلاة وأنت جالس فما زلت في حال الصلاة ، مثل ما من زار الأربعين ثمّ رجع إلى بلاده وهو يقول ما زلت في كربلاء لا أتمكّن من الخروج منه! هؤلاء هم (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ)(المعارج/23). إذن ليس الصلاة بالتوجّه إلى الكلمات أو التطويل في الركوع و السجود ! بل الصلاة هو القلب و الشوق و العشق ، فهل بعد الإنتهاء من صلاة العصر أنت مشتاق إلى صلاة المغرب ؟ إذا أنت من المصلّين ! والسؤال هو كيف نولّد الإشتياق في أنفسنا ؟ والجواب : من خلال الكنزينالعظيمين ( العقل والإرادة) فينبغي أن نلقِّن أنفسنا بالإشتياق إلى الصلاة ونقتدي بمولانا سيد الشهداء عليه السلام حيث استمهل القوم ليله عاشوراء قائلاً (إنّي أحبّ الصلاة) والحاصل : هذه درجة من درجات إقامة الصلاة فلا تغفل و لا تقضي صلاتك باللعب كالطفل، و كم أنت محظوظ لو جعلت مكان صلاتك حرم أمير المؤمنين عليه السلام أو الحائر الحسيني أو البيت المعمور وأنت في بيتك والأكثر حظاً من رأى نفسه و هو يصلّي خلف الإمام الحجّة عجل الله فرجه وحينئذٍ قد طبّق الدعاء (واجعل صلاتنا به مقبولة) ميدانياً وهو ممن يعيش في دولته لأنّه تعالى يقول (الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة ...).