الإنابة فالتقوى فإقام الصلاة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 14 فبراير 2015
الإنابة فالتقوى فإقام الصلاة ! قال تعالى (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)(الروم/31). ينبغي أن نلاحظ هذه المفاهيم الثلاثة و نتعرف على حقيقتها ، فالإنابة لها علاقة وثيقة بروح الإنسان ، والتقوى صفة من صفات الإنسان وأمّا إقامة الصلاة فهي حركة عملية ميدانية تتحقق في الدنيا وترتبط بجوارح الإنسان ، فإذن هذه الأمور الثلاثة متسلسلة تبدأ من الأعلى إلى الأسفل ولو ارتفعنا أكثر لرأينا بأن هناك مقولةً مخيّمة على هذه الأمور الثلاثة وهي حقيقة الفطرة التي هي من عالم الملكوت بدليل (كذلك نرى إبراهيم ملكوت ... وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) فينبغي مراعاة هذا التسلسل الإلهي . * الإنابة : تعني انتقال الروح إلى المستقبل كمن يريد زيارة الإمام الحسين عليه السلام فهو قبل أن يصل إلى كربلاء ترى أنّ روحه قد انتقل إلى ذلك الوادي المقدّس بحيث أنّ الحالة تنعكس عليه في قوله و فعله ، هذه هي الإنابة الحسينية. ومن أراد أن يحج بيت الله الحرام فهو من مصاديق (منيبين إليه) أي إلى الله ، وكلّنا نعيش هذه الحالة إلا أنّ المطلوب أن لا تكون الإنابة مؤقتة بل تكون دائمة لا تزول ، ولا يخفى أنّ الإنابة ليست هي المقصود بل هي مسير الإنسان(منيبين إليه) وتحتاج إلى وسيلة (وابتغوا إليه الوسيلة) فلا فرق بين الإنابة الفاطمية والرضوية والكاظمية و الحسنية . هنا سؤال يطرح نفسه وهو : كيف يمكنني وأنا في حال الإنابة أن أكون مع الله ؟ الجواب (إنّ الله مع المتقين) لأنّ التقوى يكسّر القيود والسلاسل المادية ويحرّر الإنسان من الأسر والتعلّق و تطهّر قلبه. فالتقوى هو وسيلة لتحرير القلب. هذا وللخلاص عن القذارات والأوساخ لابدّ و أن نقيم الصلاة (إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) . فيا أيّها الحبيب لاحظ الآن الآية المباركة ، فالتقوى من أجل الإنابة و إقامة الصلاة من أجل التقوى. ومن ينحرف عن هذا الخط فهو من المشركين الذين فرّقوا دينهم كلّ حزب بما لديهم فرحون فلا تغفل .