ألطف من نسيم الصباح ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 17 فبراير 2015
ألطف من نسيم الصباح : الكثير من الناس لا يضع في بيته خزينة للأشياء الثمينة كالذهب و الفضة لأنّه يخشى أن تسرق مع ما فيها ! و في نفس الوقت يرجّح وضعها عنده في البيت على نقلها إلى مكان آخر، فياترى ماذا يفعل ؟ يتوسّل بحيلة يتمكن من خلالها حفظها من دون أن تمسّ بسوء فيضعها في أماكن لا تسرق أبداً ! يضعها و لمدّة محددة في كيس مملوء من التراب أو الفحم فهل سمعت أذناك أنّ أحداً قد سرق تراباً أو فحماً !
فاعلم أنّ القرآن الكريم قد ستر الكنوز الخاصة بأهل البيت عليهم السلام في أماكن تشتمل على أمور لا علاقة لها بتلك الكنوز لا من ناحية السياق و لا المحتوى اللهم إلا بلحاظات بعيدة عن أذهان العامّة . و مثال ذلك آية التطهير حيث وقعت في بطن آيات أخرى تتعلّق ببعض النسوة وذكر أموراً لا يستسيغها المؤمن مثل قوله (مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ) و قوله (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) ثمّ تطرّق إلى الكنز العظيم بألطف من النسيم وقال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ثمّ استمر في خطابهن (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ) فمن لديه أدنى معرفة يميّز بين الذهب و التراب فما لكم كيف تحكمون ؟ ... وكذلك آية (إكمال الدين) حيث قال( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا ...) ثم قال (..فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المائدة/3). والشاهد على ذلك عدم وجود هذه الآية في آيات تشبهها مثل قوله (قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(الأنعام/145). و أيضاً قوله (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(النحل/115). فتأمّل و لا تخدعنّك مقولة من يدعي العلم والإجتهاد ويظهر بزيٍّ علمائي و هو من البعيدين عن المذهب الحق .