• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

الجهاد و العمارة 20157 20153 20151 هـ - الموافق 22 أبريل 2015

 

الجهاد و العمارة ! تأمّل هُنيئة في هذه الآيات الثلاثة المتسلسة واقرأها بدقّة و امعان و عليك بالتجوال و السياحة فيها وهي قوله : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ)(التوبة/18). (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(التوبة/19). (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ)(التوبة/20). وبعد ذلك لاحظ هذا الدعاء الذي تدعوا به عند دخول مكة والمسجد الحرام ( الحمد لله الذي جعلني من وفده وزواره، وجعلني ممن يعمر مساجده وجعلني ممن يناجيه).

 فعمارة المساجد تتم بالعبادة الخالصة لله تعالى لا بالبناء الظاهري الصوري، فدور العبادة إذا لم تقام فيها العبادة الخالصة حتى لو كانت عامرة في الظاهر فهي مهدومة في الحقيقة و الواقع والمعادلة تقول (.. وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج/40). بل الفساد ينتشر في البسيطة إذا تركت الأمّة الجهاد في سبيل الله (... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)(البقرة/251). و هذا يعني أنّ القتال بين جبهتي الإيمان و الكفر يؤدّي إلى إصلاح العالمين من الجنّ و الإنس والحيوانات و النباتات و حتى الجمادات ، فحفظ البيئة منوطة بالقتال في سبيل الله ، و هاهنا يمكنك الغور في الحديث المعروف (به يملأ الله الأرض قسطاً و عدلا كما ملئت ظلماً و جوراً ). فإذن سبب الفساء الفعلي في مجتماعتنا هو عدم الإهتمام بالجهاد في سبيل الله ، كما أنّه هو السبب الرئيس لهدم المساجد و دور العبادة سواء في الظاهر أو في الواقع بمعنى عدم استغلالها في السلوك إلى الله تعالى. و بعد الجهاد الطويل وانتصار الحقّ على الباطل و تمكين الإمام الحجّة عجل الله فرجه على الأرض يبدأ اصلاح الأمّة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)(النور/55). فلا تغفل أيّها الحبيب عن هذه العبادة العظيمة أعني الجهاد و حاول أن تلقّن نفسك به و تدعوا الله أن يوفقك لذلك (وَقَتْلاً في سَبيلِكَ فَوفِّقْ لَنا)