لسان الإستعداد 20157 20153 20151 هـ - الموافق 25 أبريل 2015
لسان الإستعداد :
(بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ، وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلينَ، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ) فالفيوضات نازلة من عالم الألوهية إلى عالم الدنيا فهو جلّ و علا (دائم الفضل على البرية وباسط اليدين بالعطية ) فالرحمة الواسعة مستمر لا تنقطع ، إنّما المشكلة في الأرضية التي ينبغي أن تتقبّل تلك النعم فأين الرغبون و الطالبون و السائلون والآملون؟ فلا بدّ و أن يكون الدعاء بلسان الإستعداد قبل الدعاء بلسان الحال و القال ألا ترى أنّ موسى عليه السلام قال (رَبِّ أَرِنِي أَنظرْ إِلَيْكَ) حاشا موسى طلب رؤية ربّه بالعين بل أراد الرؤية بالقلب فأجابه سبحانه(لَنْ تَرَانِي) ! لماذا ؟ يقول الإمام الخميني : (يعني – على نحو الاحتمال – لا يمكن أن تكون هناك "رؤية" ما دمت موسى، مادمت "أنت" ) فلابدّ من تحطيم جبل النفس كما فعله مولى الموحّدين فقال (كيف أعبد رباً لم أره)! فإذا كان السؤال بلسان الإستعداد سيستجاب الدعاء لا محالة (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)(العنكبوت/65). (..وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ)(يونس/22). وهنالك تتحقق الآية المباركة (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)(غافر/60). ولا يدعوه حقيقة إلا المضطر (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(النمل/62)... يتبع