أين المضطر؟ 20157 20153 20151 هـ - الموافق 27 أبريل 2015
أين المضطر ؟ هل نحن بالفعل نحسّ بالإضطرار ؟ كلا ! لأننا التهينا بالحيوة الدنيا و زينتها واشغلنا انفسنا بالمتاع القليل وصارت الدنيا كعبة آمالنا و لذلك لا ندعوا للوصول إلى المقامات العالية و الدرجات الرفيعة لتستجاب دعوتنا فلا ينطبق علينا قوله تعالى (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وأكثر الأدعية هي بلسان القال فقط و لو كانت بلسان الإستعداد والحال لما تأخّرت عن الإستجابة طرفة عين أبداً.
ولا بد أن نعلم بأنّ المعرفة بالدنيا الدنية وشيطنة الشيطان والشعور بالإضطرار والتورّط في فخّ إبليس ثمّ التفكير بجدّ من أجل الخلاص من شرّه شرطٌ رئيس للطلب الحثيث من الله من أجل الخلاص و النجاة (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) واستجابة هذا الدعاء ينتهي بظهور صاحب الأمر عجّل الله فرجه (وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ) .
نقرأ في دعاء الندبة (أين المضطر الذي يجاب إذا دعا) فالإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه هو المضطر حقيقةً لا غيره ، و هو يوسف الزهراء عليها السلام الذي قد دعا فأجيبت دعوته ! (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ..)(يوسف/33). (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ ..) و صرف عنه كيد الطغاة و خلّصه من جهلة الناس.
فيا أيّها الحبيب : قد حان الحين و آن الأوان كي نحسّ بالفقر والفاقة فنلتجئ إليه ونقول (...يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)(يوسف/88). حينئذٍ سوف يدعوا سلام الله عليه في خلاص نفسه من السجن و تعجيل ظهوره فتستجاب دعوته و حينئذٍ سوف يملأ الله به الأرض قسطاً و عدلا كما ملئت ظلماً و جورا. اللهم أرنا الطلعة الرشيدة ... إبراهيم الأنصاري البحراني الأثنين 8 رجب الأصبّ 1436