• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

القبلة العلوية 20177 20173 20171 هـ - الموافق 10 أبريل 2017

القبلة العلوية : *ما هو السر في تغيير القبلة؟ هذا هو السؤال المهمّ الذي قد أجيب عنه بأجوبة لا تسمن ولا تغني من جوع وأكثرها تبتني على نقول تاريخية و لو سلمنا بصحتها فهي تنطلق من نظرة سطحية لا ارتفاع فيها وهناك جوانب أخرى لا يمكن أن نتغاضى عنها أبدا لأنّ الآيات و الأحاديث دالّة على ذلك .  *ما هي القبلة؟ هي الجهة التي نتوجه إليها حين الصلاة ، ما هي الصلاة ؟  الصلاة معراج المؤمن ، فإذن القبلة تعني أنّ الإنسان يتوجّه إليها لكي يعرج إلى السماء . سؤال آخر يطرح هنا وهو:  *ماذا عن البيت المقدّس ؟ هو ما انطلق إليه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المعراج (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الإسراء/1) وكون البيت المقدس قبلة يعني أنّه من خلاله يتمّ العروج .  ثمّ بما أنّ النبي قد تمكن في أوائل رسالته أن ينطلق منه إلى السماء بحيث وصل إلى مرحلة عالية. بيّنها سبحانه في قوله (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ،  فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)(النجم 9،8). و رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ما رأى من الآيات ، فالمؤمنون أيضاً يريدون أن يعرجوا من خلال صلواتهم إلى جهة البيت المقدس *ولكن هنا نقول : أنّ الذي عرج من هناك إلى المعراج هو شخص واحد فقط ، فبيت المقدّس حقيقة مكان عظيم للعروج ولكن لشخص واحد فقط وهو نبي الأمّة لا غير ولو أردنا أن نشبهه بأمر محسوس فهو مصعد يرفع الجسم والروح إلى أعلا عليين ولكنه لا يستوعب إلا شخصاً واحداً فهو ضيّق من هذه الناحية أعنى من ناحية السعة المعنويّة.  *الهندسة الإلهية: المهندس الإلهي أعني نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله قد جرّب هذه القبلة ولكن كان لسان حاله مخاطباً ربّه ، إلهي رغم عظمة هذه القبلة ولكنّها لا تستوعب عروج كافة المؤمنين إلى يوم القيامة، فهلا تغيّرها إلى قبلة أخرى تكون أكثر شمولية وأوسع مجالا لكي يعرج خلالها كافة المؤمنين ؟ لم يطلب الرسول هذا إلا من أجل أنّه حريص بالنسبة إلى هداية الناس (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة/128). و لذلك كان يريد قبلة أكثر شمولية وأوسع سعة و أعلى مرتبة و أعظم رفعةً ، ولقد ظهر ذلك في تصرفاته كما قال سبحانه (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ...)(البقرة/144). ومن هذا المنطلق قد جهّز الله سبحانه من قبلُ بيتاً وذلك بواسطة نبيّه إبراهيم عليه السلام، رَفَعه من الأرض وأوصله إلى العرش قال: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة/127). فهذا المصعد العظيم قد كان متواجداً من قبل فلا يبقى إلا أن يحكم الله بالتوجّه إليه  .  ما الدليل على أنّه هو الذي يمكن العروج به إلى العرش؟ نفس أنّ علياً عليه السلام ولد في البيت هو دليل على ذلك لأنّ صفة علي عليه السلام هو العلوّ ومكان العلوّ هو الكعبة المشرفة وفي هذا المجال هناك أحاديث كثيرة ، و الجدير بالذكر أنّ الخطاب السماوي لفاطمة بنت أسد وأبي طالب كان أبيات شعرية منها( خصصتما بالولد الزكيِّ ، عليّ اشتق من العليّ). والقبلة لابد أن تكون في أجواء العلوّ والرفعة ، فمجيء علي عليه السلام هو علامة على العلوّ ، كالعلامة المنصوبة على مكان تحته كنز ثمين !