ظهور آية الرجوع إلى الرب ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 04 مايو 2015
ظهور آية الرجوع إلى الرب : كربلاء صارت أرضيّة خصبة لظهور عدد كبير من الآيات القرآنية وتحقق مصداقيتها ، خصوصاً تلك التّي تبيّن حقيقة الإنسان الكامل وصفاته ، ومن تلك الآيات العرشية قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ، وَادْخُلِي جَنَّتِي )(الفجر/27-30). (في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فانها سورة للحسين بن على (عليهما السلام) من قرءها كان مع الحسين (عليه السلام) يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم) وأيضا (عن أبى بصير عن ابى عبد الله (عليه السلام) في قوله : " يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية " الاية يعنى الحسين ابن على (عليهما السلام )وهذه الآية المباركة من أهم ما يحتاج إليه من يريد الالتحاق بركب الإمام الحجّة أرواحنا فداه لأنّه لتحقيقها ينبغي الإجابة على عدد من الأسئلة مثارة من بداية الآية إلى نهايتها : فقوله : يا أيتها النفس المطمئنّة : كيف يمكن أن تصل النفس إلى مقام الاطمئنان الكامل ، وهل مجرد الإدعاء يكفي؟ لابد من أن تمرّ على الإنسان امتحانات صعبة فيُشاهد موقفه تجاهها كي يقال لها أنّ هذه النفس بالفعل قد وصلت إلى مقام الاطمئنان وهل تعلم إنسانً وصل إلى مستوى الإمام الحسين عليه السلام وهو مرمي على الرمضاء مضرّخ بدمه كيف يناجي ربّه وكأنه في مجلس درس و أجواء مهيئة ومستمعين جالسين أمامه ! يقول الرراوي (ولما اشتد به الحال رفع طرفه الى السماء وقال : (اللهم متعال المكان عظيم الجبروت شديد المحال ..) وقوله : ارجعي : كيف لنا الرجوع إلى ربّنا ؟ هل هو بالتقوى ، أم بالعمل الصالح أم بالشهادة و كيف تكون الشهادة تحت راية من ؟ أجاب على كلّ هذه التساؤلات أبو الأحرار من خلال التضحية بنفسه وأولاده وأصحابه . قوله: راضية مرضيّة: هاتان الصفتان لا يمكن أن تتحققا بسهولة فالرضا أمر عظيم والأعظم هو أنّ الربّ يكون راض فكيف لنا أن نعلم برضاه لنا وما هي السبل للوصول إليها هل من خلال أداء الفرائض أو النوافل وهل من خلال العلم أو العمل . الإمام الحسين عليه السلام قد أجاب على هذه التساؤلات عملاً وبالنتيجة قد فُعّلت هذه الآية المباركة في أرض كربلاء وكم يحس الإنسان بالطمأنينة و السكون عندمي يسمع قوله (ارجعي إلى ربّك) فالخطاب قد نزل كالظرف الفارغ وكان ينتظر من يملأه وقد ملأه الإمام الحسين عليه السلام بأروع صورة وهذا ما أعجب عقيلة بني هاشم فقالت : (كما رأيت إلا جميلا)