• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

تلوُّن العاشق بلون المعشوق ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 05 مايو 2015

تلوُّن العاشق بلون المعشوق : هذه هي الغاية من الخلق و تحصل من خلال العبودية التي هي المعرفة وهي التخلّق بأخلاق المعشوق و التأثّر به قال تعالى (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)(البقرة/138). ولا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الإنسجام والإحتساب و الموافقة أعني موافقة المحبّ للمحبوب ، ومن خلالها يحصل الذوبان بينهما بحيث تكون أنفسهم في النفوس أمّا ترى أنّ ابراهیم عليه السلام عندما ذهب إلى کربلاء و هو راکب فرسه فعثر به و سقط و شبح راسه و سال دمه نزل علیه جبرئیل و قال : یا ابراهیم هنا یقتل سبط خاتم الانبیاء و ابن خاتم الاوصیاء فسال دمك موافقه لدمه. وكذلك زكريا عندما علم بأن الإمام الحسين عليه السلام سيقتل قال الهی ! أرزقنی ولداً تقرّ به عیني عند الکبر واجعله وارثاً ووصیاً و اجعل محله منّی محلّ الحسین علیه السلام فاذا رزقتنیه فافتني بحبّه، ثمّ افجعني کما تفجع محمداً حبیبك صلی الله علیه و آله بولده .

والجدير بالذكر ما ورد في شأن أبي الفضل العباس عليه السلام في يوم عاشوراء حيث خاطب أخاه عبدالله بن علي علیه السلام : (تقدّم يا أخي حتى أراك قتيلاً، وأحتسبك فإنّه لا ولد لك.) وهكذا بالنسبة إلى شَوذَب مولى عابس قال له : يا شَوذَب، ما في نفسك أن تصنع ؟ أجابه شوذب: أُقاتِل معك حتّى أُقتَل. فجزّاه عابس خيراً وقال له: تَقدّمْ بين يدَي أبي عبدالله حتّى يحتسبك كما احتسب غيرك، وحتّى أحتسبك ،  فسلّم شَوذب على الحسين، وقاتل حتّى قُتل .

*نتيجة هذه الموافقة هي : تلوّن العاشق بلون معشوقه و انصباغه بصبغته من خلال انتقال صفة المعشوق إلى العاشق بحيث تصير حركات وسكنات و مواقف و حالات و صفات العاشق هي انعكاس و ظهور و تجلّى للمعشوق كالقمر بالنسبة إلى الشمس ، وهذا الأمر في غاية الأهمية لأنّ الكثير منّا يتمنى أن يتعايش مع إمامه المهدي عجل الله فرجه بنحو ينظر إليه الإمام! فيا لها من أمنية شائق !

والوسيلة هي : أن يتحمّل العاشق الواله ما يتحمله الإمام من مصائب و نوائب فيتساير مع إمامه وينسجم معه ويتأسى به فلا محالة سينظر سلام الله عليه إليه نظرة رحيمة فيمرض لمرضه و يغتم لغمه ، فقد ورد عن أبي الحسن الرضا علیه السلام... (ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه و لا اغتم إلا اغتممنا لغمه ولا یفرح إلا فرحنا لفرحه ) فما أعظمها من نعمه و ما أشدها من سرور!

فيا أيّها العزيز لم لا تفرح ! إمامُك الذي هو وجه الله وخليفته يغتم لغمّك و يفرح لفرحك المفروض أن الإنسان يحلق في الجوّ فرحاً و بهجةً بمجرد سماعه لهذا الخبر ! وهناك سرّ كامن وراء ذلك ينبغي ذكره في كلمة أخرى ... إبراهيم الأنصاري 16 رجب الأصب 1436 البحرين – المنامة الساعة 1:05 صباحاً.