الفاشي في الخلق أمره و حمده 20157 20153 20151 هـ - الموافق 27 يونيو 2015
عندما تقول "بسم الله الرحمن الرحيم " فبما أنّها ليست جملة كاملة فمن الطبيعي أن تسأل: باسم الله ماذا ؟ قال كثير من المفسرين:باسم الله أستعين، وهذا رغم شهرته لا دليل عليه بل البسملة لها ارتباط وثيق بالسورة نفسها ، ففي فاتحة الكتاب تقول باسم الله الحمد لله وذلك لأنَّ جنس الحمد لله تعالى، فلا يتحقق حمدٌ إلاّ باسمه تعالى، فمادام الحامد هو اسم الله و المحمود هو اسم الله، فالحمد لله شأت أم أبيت ، حيث أنّ كلّ شيء بلا استثناء آية له تعالى بل هو نوره المتجلّي ( و بنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء ) !
وهذا لا يختص بسورة الفاتحة بل هو جارٍ في جميع السور، فباسم الله الرحمن الرحيم أقرأء، و باسم الله الرحمن الرحيم قُلْ و هكذا ولكن نطاق الحمد أوسع من غيره ولذلك نقرأ في دعاء الإفتتاح :
(اَلْحَمْدُ للهِ الْفاشي في الْخَلْقِ اَمْرُهُ وَحَمْدُهُ )!
والجدير بالذكر أنَّ سورة التوبة لا تبتدأ باسم الله لأنَّها تبدأ بالبراءة والنفي وهي تعني الابتعاد و الطرد ولا يكون ذلك باسم الله، فالشرّ المحض لا يكون مظهراً من مظاهر الله تعالى لأنّه - جلَّ شأنه - وجودٌ مطلقٌ و خيرٌ محضٌ وكمالٌ صرف ... تأمّل تعرف .