• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

الفقيه العارف 20157 20153 20151 هـ - الموافق 22 يوليو 2015

بالتأكيد أنّ كلا منكم عندما يتلوا القرآن الكريم فيصل إلى قوله تعالى عن لسان العبد الصالح خضر عليه السلام لموسى (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا، وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا، قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)(الكهف/67-69).يتسائل مع نفسه ، هل يعقل أنّ نبياً أولي العزم لا يصبر على ما شاهده من عبد من عباد الله فلماذا اتّخذ موقفاً منه رغم أنّه اتفق معه أن يصبر و لا يعارضه فيما يصدر منه!

أقول: هناك دليل منطقي على عدم صبر موسى وهو أنّه عليه السلام  كان نبياً أولي العزم فهو صاحب شريعة ظاهرية فبما أنّه مسؤول في حفظ ظاهر الدين والأمّة فلا يتحمذل أيَّ خلل في النظام بلغ ما بلغ ! حتى لو كان الخلل لمصلحة ما لها علاقة بالعدل .

للتقريب نذكر مثالا : إنّ مسؤولا في بلدية المدينة كلّ فكره يتمركز على حفاظ نظم ظاهر البلاد فلا يتحمل أيَّ خلل أو نقص أو مخالفة قانون يعرقل النظام ، حتى لو كان بناء مسجد جامع مهمّ و ضروري ومن حقّه أنيواجه العمّال حين العمل وهو يخالفون القوانين الظاهرية ويطلب منهم أن يستروا العمل بحاجز ما حفاظا على جمال البلدة حتّى لو كلّف ذلك عرقلة العمل .

فالنبي موسى غيرته و حميّته بما أنّه من الأنبياء أولي العزم تتطلب منه أن يعارض أفعال خضر فلم يتحمّل هكذا حركات من خرق السفينة و قتل الغلام و بناء الجدار ! وأما الخضر فلا يهمه ذلك  فهو يعمل بعلمه الغيبي بهدف تحقيق الحقّ ! فكلا الموقفين في محله .

والجدير أن أفعال خضر حيث كانت تتطابق مع القسط والعدل كما هو واضح هي أفعال مهدوية فبه يملأ الله الأرض قسطا و عدلا .

وأشير هنا إلى أن موقف الفقهاء العظام من العرفاء الربانيين هو كموقف موسى من العبد الصالح ، فالفقهاء بحسب الظاهر يعملون طبقاً للقاعدة ( كل شيء لك حلال حتى تعرف انه حرام بعينه) فيفتون بأكل ما ظاهره حلال ولا يعتنون بالشك دون العرفاء فهم يبتعدون حتى من الحلال فكيف بالمشتبه لأنّه لا يهمهم الظاهر بل يركّزون على الحقيقة ، فالقفيه مؤمن و العارف مطمئن القلب ( أو لم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي ) فهنيئاً للفقيه العارف كالإمام روح الله الموسوي الخميني قدّس سرّه .