• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

أمضي حقبا ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 06 أغسطس 2015

  لم يبحث موسى بن عمران عليه السلام عن العبد الصالح الخضر إلا لأنّه يراه معلمّاً له في أمر الإمام المهدي روحي فداه ، ولكن هذا الأمر يتحدد بتعليمه كيفية الحكم المهدوي و العمل طبقاً للواقع لا حسب البينات و الشهود وهو يشبه حكم النبي داوود عليه السلام ولذلك قال له (... هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)(الكهف/66). فهو لا يريد العلم المحض بل يريده للوصول إلى الرشد و التعالي و الإنطلاق نحو هداية المهدي ، ولا ضير في ذلك وإن كان رسولا من الرسل أولي العزم.  فلا بأس أن يتعلّم مدرس الرياضيات من تلميذه الصغير بعضَ الأمور كالتجويد مثلاً أو صناعة الشعر مادام هذا العلم يسوقه إلى أمر أكبر ،  فالرؤية المهدوية الموسوية هي التي جعلته يتواضع للعبد الصالح و لِمَ  لا ؟  وهو من الرسل الثلاثمائة والثلاثين الذين هم في الخط الأوّل ، فهو إذن لم ينتظر العبد الصالح بل ينتظر الإمام الحجة عجل الله فرجه ، لأنّ العلم المتعارف مهما كان لا يتناسب مع مدة الإنتظار الذي ذكره  (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا)(الكهف/60). والحقب هو ثمانون سنة أو أكثر ، ومن هنا دخل الشيطان في الخطّ (.. فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ...)(الكهف/63).

وللوقائع الثلاثة أيضاً دور رئيس في المهمّة التي كان يترصدها موسى وقد اكتفى بها ووصل إلى المقصود، فأحدها: حَسنية وهي إصلاحيّة (... فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ...)(الكهف/77). والكنز الذي كان تحته هو لوحة فيها حقائق محمّدية علوية، والأخرى: حسينيّة (..أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا)(الكهف/71). فللحفاظ على سفينة نوح التي هي الولاية لابد من انثلامها بقتل سيد الشهداء عليه السلام ، ولكن الأصعب تحمّلا هو قتل الغلام (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا)(الكهف/74). فهي حركةٌ مهدوية ففي الخبر أنّه (يقتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعل آبائهم)  وهو المطلوب لموسى الذي هو من أنصار الإمام المهدي ، فلا تعجب ما في دعاء الندبة (أين الحسن) (أين الحسين) ثم بالأخير ( أين بقيّة الله ) فهو تجسيد لما ورد في الآيات فلا تغفل . 

مشهد الرضا دار الزهد 19 شوال 1436