• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

فأتبع سببا ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 20 نوفمبر 2015

 قال تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)(مريم/25).  علماً  بأنّ الهزّ هو التحريك الشديد كيف بإمكان مريم عليها السلام ذلك؟ ومن الواضح أنّه يصعب جدّاً تحريك النخلة من جذعها خصوصاً الجانب السفلي ، و لو فرضنا أنّها كانت مستلقية فالهزّ يكاد أن يكون مستحيلا عادةً فلَم تكن تفكّر في هزّ الجذع لو لم يأمرها الله بذلك فقول المفسّرين  بأنّ الجذع كان يابسا لا ثمر عليه إذ لو كان عليه ثمر لهزته من غير أن تؤمر به غير مقبول . هاهنا ينفتح لنا بابٌ من المعرفة الربّانية وهو أنّ الله أمرها بالهزّ أي الدفع لا غير سواء إهتزت النخلة أو لم تهتزّ فهذا هو تكليفها المطلوب منها كسبب وأمّا المسبب فيحقّقه الباري جلّ و علا ، فبمجرّد أن وضعت يدها على الجذع لتهزّ نشاهد أنّ النخلة كأنّها عرفت ما تريد مريم عليها السلام فأسقطت لا على الأرض ! بل في حضنها ! الرطب الجنيّ لا غير لأنّ المساقطة هي الإسقاط، و ضمير تساقط يرجع إلى النخلة نفسها ، فهي كسائر الموجودات تشعر و تسبح و تسجد قال تعالى  (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)(الإسراء/44).  وأيضاً  (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ...)(الحج/18). من هنا نعرف مستوى معرفة ذي القرنين عليه السلام حيث كان يتبع السبب لا غير ، قال (فَأَتْبَعَ سَبَبًا)(الكهف/85). قال الإمام الخميني قدّس سرّه : (نحن مأمورون بإداء التكليف لا تحقيق النتيجة لأنّ النتيجة بيد الله ).

 بل ينبغي أن نؤمن بأن التكليف الالهي هوالغاية مهما اختلفت نتائجها الظاهرية حيث أن تلك النتائج الماديه و حتى المعنوية لا تعد نتائج و غايات بل النتيجة هى رضى الله سبحانه و تعالى لا غير (رضا برضاك لا معبود سواك) فتأمّل أيها العزيز وفكّر ثمّ آمن و طبّق ذلك في سلوكك فإنّ تمكنت من ترسيخ هذه الرؤية في قلبك و ظهرت في جوارحك فاعلم أنّك كسبت سعادة الدنيا و الآخرة.   إبراهيم الأنصاري ، البحرين – المنامة ، الجمعة 20 ذي القعدة 1436 ، الساعة السادسة صباحاً