• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

نظام الأربعين 20157 20153 20151 هـ - الموافق 19 ديسمبر 2015

سلسلة ألحقني بالصالحين (3)

كم سعى المسلمون أن يُوجّهوا الأمم إلى الإسلام من خلال الدعوة باللسان وحيث لم يكن الإمام عليه السلام هو محور أقوالهم و أعمالهم فلم يحقّقوا نجاحاً كبيراً بل قد انحرفت أكثر الثوراة وانقلبت إلى ضدّها ، ولكن الله سبحانه قد تصرّف في الأمر بنفسه ووجّه الأمّة من خلال (لسان الإستعراض) إلى مدرسة أخرى مبتنية على محورية (الحق معكم و فيكم و منكم وأليكم ) و محورية (وإياب الخلق إليكم ) أي (محورية الإمام المعصوم المتجسّد في سيد الشهداء عليه السلام ) ألا و هو:

 نظام الأربعين

في هذا النظام يكون كلُّ شيء بلا استثناء للإمام لا غير ، وينطلق هذا النظام من الحبّ و العشق لا غير وأعني مِن لا غير ، لا الحماس و لا الحزن و لا العزاء و لا الإنتقام رغم أهميّتها جميعاُ ، فما أجمل نظام الأربعين !

نشاهد أن جميع من هو في هذه الساحة قد حصر في قلبه جميع القيم و بلورها و قلّصها في مقولة واحدة ألا و هي (حبّ الإمام الحسين عليه السلام) وهو النظام هو بنفسه الذي تبناه الصحابي الجليل عابس بن شبيب الشاكري  عندما نادى عمر بن سعد : ويلكم ارضخوه بالحجارة . فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ، ثم شدّ على الناس فقيل له: أجننت يا عابس؟ فقال : (أجل حب الحسين أجنني)

و طبيعة العشق هي الجذب نحو المعشوق الذي بطبيعته يدعوا العاشق أن يتخلّى عن كلّ ما سوى المعشوق أو لا يتوجّه إليها بشدّة و حدّة ، فالعزاء والإنتقام واللعن رغم شدّتها في عاشوراء يخفّ لونها في الأربعين ، ولذلك لم يشأ سبحانه أن يجعل هذا النظام في عاشوراء ، لأنّ الأربعين من أجل استعراض المدينة الفاضلة التي طالما كتب عنها الحكماء و الفلاسفة ولم ترى النور ابداً بل بقيت سجينة الكتب !

الأربعون يعلّمك أنّه مهما طال المسير للوصول إلى الإمام ولكن يبقى العزم ثابتاً و الرؤية واضحةً و السعي  حثيثاً بل يشتدّ ذلك العزم أضعافاً مضاعفة لا يشوبه كلل و ملل  فهنيئاً لكم عشاق قتيل العبرات عليه السلام وهنيئاً لزوّاره المشاة الذين أصبحوا مصداقاً لقوله تعالى  (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ، وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(البقرة147،148).

 إبراهيم الأنصاري - 10 صفر 1437 - البحرين