• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

أطفال المدينة الغريبة - 5 20167 20163 20161 هـ - الموافق 30 يناير 2016

الجدير بالذكر أنّه في ظل ثقافة (الأم الحنون) فاطمة الزهراء عليها السلام و بنظرة رحيمة منها نشأت فاطمة أخرى، فالصدّيقة الطاهرة عليها السلام نظرت  إلى إحدى بناتها الغريبة أعني فاطمة المعصومة عليها السلام لتحتضن اليتامى المطاردين المشردين الخائفين ولذلك ورد في الحديث (عن الإمام الصَّادِقِ عليه السلام  قَالَ: إِذَا أَصَابَتْكُمْ بَلِيَّةٌ وَ عَنَاءٌ فَعَلَيْكُمْ بِقُمَ‏ فَإِنَّهُ مَأْوَى الْفَاطِمِيِّينَ وَ مُسْتَرَاحُ‏ الْمُؤْمِنِينَ ...) بحار الأنوار ج‏57، ص: 215 (عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الأَوَّلِ عليه السلام قَالَ: قُمُ‏ عُشُ‏ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَأْوَى شِيعَتِهِمْ ) بحار الأنوار ج‏57 ؛ ص214 

أيّها الشيعي العزيز :تأمّل في كلمة (الفاطميين) في الحديث الأوّل ثمّ(شيعتهم) في الحديث الثاني و اسع لأن تكون منهم .

يبقى هنا سؤال مهمّ لا بدّ من الإجابة عليه و هو: كيف لنا أن نكون من هؤلاء الذين تعالوا ووصلوا إلى رشدهم تحت رعاية فاطمة الزهراء عليها السلام ؟

أقول :

أوّلاً: ينبغي السعي في إيجاد هذه الصفة في النفس، وإذا كانت، فينبغي لنا تقويتُها فإنّ درجات الكمال غير متناهيّة ، بحيث يكون كلّ توجّهنا على كلّ حال نحو الأم كما هو حال الأطفال و هم في ذلك البيت فهم في جميع حالاتهم يتوجّهون إلى الأمّ ، حتى حين الأكل و الشرب و اللعب نشاهد أن طرفهم يتوجّه نحوها.

ونحن حتّى عندما نريد أن نكبّر للصلاة نتذّكر الأمّ فاطمة عليها السلام وصلاتها فنسلّم عليها ثم نكبّر للصلاة ولا ننساها خاصة في آيات فاتحة الكتاب وكأنّها هي التي تصلّي وتخاطب الباري (مالك يوم الدين ) وهي التي تقول (إيّاك نعبد) فنطلب من الله عبودية و استعانة فاطمية ، هذه الحالة سوف تصبح ملكة في الروح لا تزاحم الصلاة بل تسوق الإنسان نحو صلاة فاطمية مهدوية وحينها نعرف معني ما ورد في دعاء الندبة (واجعل صلاتنا به مقبولة)

ثانياً: أن لا تكون لقراراتنا الشخصية أي اعتبار؛ بل دائما ننتظر أوامرها و نتسارع  في تلبيتها ، هكذا ينبغي لنا أن نكون ونحن مشغولون بأعمالنا الأخرى ننتظر أوامر الزهراء و توصياتها ولا نخرجها من أذهاننا طرفة عين أبداً ، أنظر إلى ابنها الإمام الحسين عليه السلام ماذا يقول في خطبته الغرّاء ( ألَا وإنّ الدَعِيَّ ابنَ الدَعِيِّ قدْ رَكَزَ بينَ اثنَتَينِ: بينَ السِّلَّةِ والذِّلَّةِ، وهيهاتَ منّا الذِّلَّةُ، يأبَى اللهُ لَنَا ذلكَ ورَسُولُهُ والمؤمِنونَ) ثمّ يركّز على أمّه الصديقة الطاهرة فيقول ( وحُجورٌ طابَتْ وطَهُرتْ)

ثالثاً: بما أنّ الإمام الحجّة مهدي الأمّة روحي فداه  قد جعل الأم أسوة لنفسه فلابدّ لنا أن نكون مصداقاً لما ورد في دعاء العهد (الْمُسارِعينَ اِلَيْهِ في قَضاءِ حَوائِجِهِ ، وَ الْمُمْتَثِلينَ لاَِوامِرِهِ وَ الُْمحامينَ عَنْهُ ، وَ السّابِقينَ اِلى اِرادَتِهِ )

رابعاً : لا بدّ وأن تسيطر احاسيس أولئك الاطفال  على  كياننا وذرات وجودنا؛ فأمنية هؤلاء الأطفال أن تتقبّلهم الأم الحنون فتكون لهم كأمّ و يكونوا لها أولاداً ، و هل لديهم ملجأ و مأوى غير ذلك البيت ؟ كلّهم يعرف أنّ الخروج من بيتها يعني الضياع و التيه ، فكلّ أملهم أن تقبلهم و أن يبقوا هناك لأنّهم بذلك سوف يحظون بطمأنينة و سكينة، و نحن لا بدّ أن نحسّ بهذا الإحساس دائماً هذا هو حالنا ! وهو أحسن حال .

والجدير بالذكر أنّها سلام الله عليها ستلتقط محبيها في المحشر كما تلتقط الدجاجة حبّات القمح وذلك لأنّ الشيعة كلّهم في حريمها . هل يمكن أن ندخل في حريمها بحيث يكون كلّ توجهنا إليها لا غير؛ فنكون في هذه الدنيا في بيت الأم الحنون و في الآخرة في حريمها ! فالأطفال اعتادوا على أن لا يطلبوا من أحدٍ شيئا فإن أعطتهم الأم أخذوا وإلا لم يأخذوا من يد غيرها أبدا .

 نأمل أن نكون منهم بحيث لا نفارقها أبداً و لا ننساها ودائما نعيش في نورها الزاهر ونتابع نورها أينما ذهب. ندعو الله سبحانه أن يأخذ بيدنا إلى الصراط العلوي بعناية فاطمية مهدويّة .

انهيت كتابة البحث يوم الأربعاء 16 ربيع الثاني 1437 في مدينة مشهد المقدسة و الساعة الآن الخامسة صباحاً إبراهيم الأنصاري