• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

( من ... إلى ...)! 20167 20163 20161 هـ - الموافق 11 أبريل 2016

تارة تقول الشمس طالعة بدليل تحقق النهار ، فيكون تركيزك على ضوء النهار المختلط بالظلمة التي جَعَلتْه ملائماً و نوره منسجماً معك أيّها الضعيف .  وحينئذٍ تكون معرفتك متلبّسة بالحجب الظلمانية التي لا محيص من تقبّلها .

و تارة أخرى تقول بما أنّ الشمس طالعة فالنهار متحقق موجود ، ففي هذه الحالة جعلتَ الشمس دليلا على النهار المشوب بالظلمة والظل قال تعالى (... ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً)(الفرقان/45). و هذه المعرفة هي النموذجية التّي تعرّفك على خالقك من دون استخدام الوسائط ولذلك ورد في الحديث(اعرفوا الله بالله) (اللهم عرّفني نفسك) وهي التّي ترغِّب بها القرآن و الأحاديث و خاصة الأدعية النورانية .

وإن رايت بأنّه تعالى يؤكّد على التوجّه إلى المخلوقات فلأنّها تشير إلى الحق تعالى فهي ليست وسائل مستقلّة تستخدم للمعرفة بل هي علامات تعكس جانب من جوانب الخالق الرحمن الرحيم الجميل القهار و سائر الصفات الجمالية و الجلالية.

وهذه الاثار الكونية ليست إلا كالمرايا المختلفة اللون كل واحدة منها تُظهر  جانباً من جوانب المعشوق لا غير  فهو تعالى ليس مِثل المخلوقات ! ومبدئياً العكسُ هو الصحيح أى الأشياء هي مِثله فأنت أيها الإنسان مِثله تعالى ! و الملائكة مثله ! و النباتات كذلك.

و بما أن الموجودات جميعا بينها اختلاف كبير في الصُوَر تماماً فبالنتيجة:

(ليس كمثله شيء) تأمّل تعرف .

هذا القانون جارٍ على أولياء الله أيضاً فليس لنا أن نتعرّف عليهم من خلال آثارهم و كراماتهم و مواقفهم البطولية و غيرها ، فالقصص و الحكايات و حتى الكلمات لا تعرّفنا حقيقة الإمام عليه السلام بل تفتح لنا باباً من أبواب المعرفة بشرط أن لا نقف وراء ذلك الباب بل ندخل من خلاله فنصعد إلى الأعلى.

 مثلاً : موقف الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام مع المتوكّل عليه لعنة الله حتى قد ورد أنّه ( ضرب المتوكل بالكأس الارض و تنغص عيشه فى ‏ ذلك اليوم)!هذا إن دلً على شيء فإنّما يدل على ولاية الإمام التكوينية حتى على القلوب التي هي كالحجارة بل أشدّ .

وايضاً رواية  مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَشْتَرُ الْعَلَوِيُّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَلَى بَابِ الْمُتَوَكِّلِ وَ أَنَا صَبِيٌّ فِي جَمْعٍ‏ مِنَ النَّاسِ مَا بَيْنَ طَالِبِيٍ‏ إِلَى‏ عَبَّاسِيٍّ وَ جَعْفَرِيٍّ وَ نَحْنُ وُقُوفٌ إِذْ جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ تَرَجَّلَ النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّى دَخَلَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لِمَ نَتَرَجَّلُ لِهَذَا الْغُلَامِ وَ مَا هُوَ بِأَشْرَفِنَا وَ لَا بِأَكْبَرِنَا وَ لَا بِأَسَنِّنَا وَ اللَّهِ لَا تَرَجَّلْنَا لَهُ فَقَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ وَ اللَّهِ لَتَتَرَجَّلُنَّ لَهُ صَغِرَةً إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَقْبَلَ وَ بَصُرُوا بِهِ حَتَّى تَرَجَّلَ لَهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ أَ لَيْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ لَا تَرَجَّلُونَ لَهُ فَقَالُوا لَهُ وَ اللَّهِ مَا مَلَكْنَا أَنْفُسَنَا حَتَّى تَرَجَّلْنَا.)

تدلّ على هيبة الإمام عليه السلام و جلالته و تأثيره التكويني !

فبالنتيجة ينبغي أن ننطلق إلى الولاية و الهيبة و سائر الصفات في الإمام و نجعلها مبدئاً للإنطلاق  من دون ملاحظة  الحكايات الواردة ، وبذلك نكون قد تخلصنا من قيود الحجب و دخلنا في ساحة المعرفة و استجيب دعاؤنا (اللهم عرفني حجّك فإنّك إن لم تعرفني حجّتك ضللت عن ديني .)

ذكرى استشهاد الإمام الهادي عليه السلام - 3 رجب الأصب 1437 – الساعة 15:20- البحرين