• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

إلهي أين جودك يا جواد ؟ 20167 20163 20161 هـ - الموافق 01 سبتمبر 2016

حينما ترفع يدك إلى السماء و تدعوا ربّك سائلا و منادياً إيّاه (يا نور يا قدّوس) أو (يا منوّر النور) هل يحلق ذهنك إلى من تنوّرت السماوات و الأرضين بل تنوّر النور بنورها أعني الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام فهي الكوكب الدرّي ؟ وهل تنطلق إليها كمجرى للفيوضات النورانية الربّانية ؟

و حينما تخاطب ربّك (يا نور المستوحشين في الظلم) هل يختلج في ذهنك الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وهو الذي تقول عنه في دعاء الصباح (الدليل اليك في الليل الاليل) ؟ و لولاه لانغمست البشرّية في غياهب الظلام و تورّطت في الجهل و الضلال، وأيضاً هل تخطر في نفسك كعبة القلوب و الوليّ المحبوب صاحب العصر و الزمان أرواحنا فداه ؟

فأنت إذن قد تمسكت  بالسبب المتّصل بين الأرض و السماء وبذلك لابدّ و أن يتقبلك ربّك بقبول حسن  و يستجيب دعوتك لأنك قد سلكت السبيل اليسير الذي ينتهي بك إلى المقصود و هو الربّ الودود.

و علماً بأن الله هو الجواد حقا و الرؤوف صدقاً ( يا أجود من كل جواد يا ارئف من كل رؤف) لأنّه المعطي بلا غرض و لا عوض.

 ولكن لك أن تقول : إلهي ! أين حلّ جودك و كرمك؟ يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا النعماء و الجود يا ذا المنّ و الطول حرّم شيبتي على النار . وَ جُدْ لِي بِجُودِكَ وَ اعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ وَ احْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ.

فلم تتمّ الإستفاضة من الجود الإلهي إلا بالنظر إلى الملكوت (وَاِلى جُودِكَ وَكَرَمِكَ اَرْفَعُ بَصَري) و مشاهدة مجرى الجود (وَبِجُودِكَ اَقْصِدُ طَلِبَتي) الذى من خلاله تنزل هذه الصفة من الجواد الكريم إلى المعدن وهم أهل البيت عليهم السلام عامّة و الإمام الجواد خاصّة ثمّ إلينا نحن المذنبين .

تأمّل و أبشر بما في هذا(وَ أَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ وَ أَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ وَ أَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ.) فلا يتسنّى لنا الوصول إلى  الدنوّ من قربه تعالى ، و توزيع شكره ، و إلهام ذكره إلا من خلال جوده النازل إلينا من سماء الربوبية إلى معدن الجود و من ثمّ إلى أرض الخلق .

فيا عزيزي هل تعرفت على السرّ الكامن في حديث اللوح (لأقِرَّنَّ عَيْنَهُ‏ بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ وَ خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَهُوَ وَارِثُ عِلْمِي وَ مَعْدِنُ حِكْمَتِي وَ مَوْضِعُ سِرِّي وَ حُجَّتِي عَلَى خَلْقِي جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ وَ شَفَّعْتُهُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّار) وايضاً السرّ في أنّك عند طلب الحاجة في حرم الإمام علي بن موسى عليه السلام تذكر ابنه الإمام الجواد عليه السلامفتأمّل جيداً و لا تغفل عن هذا فتخسر .

(يَا أَبَا جَعْفَرٍ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّهَا الْجَوَادُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ يَا سَيِّدَنَا وَ مَوْلَانَا إِنَّا تَوَجَّهْنَا وَ اسْتَشْفَعْنَا وَ تَوَسَّلْنَا بِكَ إِلَى اللَّهِ وَ قَدَّمْنَاكَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِنَا يَا وَجِيهاً عِنْدَ اللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّه‏)

إبراهيم الأنصاري البحراني 1437

 بمناسبة ذكرى مولد الإمام الجواد عليه السلام