• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

ما أشبهها بنرجس ! 20197 20193 20191 هـ - الموافق 03 يوليو 2019

هناك علاقة وثيقة بين ابن عمران عليه السلام موسى و بين ابن موسى الكاظم عليه السلام الرضا وابن الحسن العسكري عليه السلام المهدي أو بالأحرى بين أم موسى و أم الرضا و أم المهدي ، فبداية الحلقة تبدا بأم موسى حينما جاءها الخطاب الإلهي (... أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)(القصص/7). و قد تخلّص من اليمّ ووصل إلى ساحل الأمان حيث جاء الأمر الإلهي مخاطباً اليَمّ(... فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ...)(طه/39). و بدأ الصراع مع طاغوت زمانه فرعون و تمكّن من أن يفضحه ويقضي عليه ليكون عبرة للفراعنة و الطواغيت ينطلق منها كلّ من أراد أن يصل إلى القرب الإلهي.

و في وسط الحلقة يأتى الخطاب لنجمة أم الإمام الرضا عليه السلام لتحافظ على ابنها فيَعبر من خلال الأمواج العاصية التي أوجدها بنو العباس من أجل تبتلع جميع من يركبها و من أجل القضاء على كلّ من يتوقّع ارتباطه بالمصلح ، فمرّ منها علي بن موسى بسلام و نجى من شرّ الطواغيت حيث تأسست مدرسة خراسان التّى أصبحت  تقارع طواغيت العالم و على راسهم الشيطان الأكبر لتوصل المؤمنين إلى ساحل الأمان حيث التمهيد للمهدي المنتظر أرواحنا فداه . ولعلّ من أجل ذلك سميّت (تكتم) حيث كُلِّفت بكتمان ولدها عليٍّ حفاظاً عليه.

لاحظ هذه الرواية وتأمّل الشبه بينهما و بين نرجس (عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أُمِّي تَقُولُ سَمِعْتُ نَجْمَةَ أُمَّ الرِّضَا عليه السلام  تَقُولُ‏ لَمَّا حَمَلْتُ بِابْنِي عَلِيٍ لَمْ أَشْعُرْ بِثِقْلِ الْحَمْلِ وَ كُنْتُ أَسْمَعُ فِي مَنَامِي تَسْبِيحاً وَ تَهْلِيلًا وَ تَمْجِيداً مِنْ بَطْنِي فَيُفْزِعُنِي ذَلِكَ وَ يَهُولُنِي فَإِذَا انْتَبَهْتُ لَمْ أَسْمَعْ شَيْئاً فَلَمَّا وَضَعْتُهُ وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ‏ وَاضِعاً يَدَيْهِ‏ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ‏ كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ فَدَخَلَ إِلَيَّ أَبُوهُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام فَقَالَ لِي هَنِيئاً لَكِ يَا نَجْمَةُ كَرَامَةُ رَبِّكِ فَنَاوَلْتُهُ‏ إِيَّاهُ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْأَيْمَنِ‏ وَ أَقَامَ فِي الْأَيْسَرِ وَ دَعَا بِمَاءِ الْفُرَاتِ فَحَنَّكَهُ بِهِ ثُمَّ رَدَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ خُذِيهِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَرْضِهِ.) عیون اخبار الرضا ع ج 1 ص 20

وأيضاً في الحديث (عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَّاءِ عَنْ مُعَتِّبٍ‏ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ لَمْ يَكُنْ يُرَى لَهُ وَلَدٌ فَأَتَاهُ يَوْماً إِسْحَاقُ وَ مُحَمَّدٌ أَخَوَاهُ وَ أَبُو الْحَسَنِ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لَيْسَ‏ بِعَرَبِيٍ‏ فَجَاءَ غُلَامٌ سَقْلَابِيٌّ فَكَلَّمَهُ بِلِسَانِهِ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِعَلِيٍّ عليه السلام ابْنِهِ فَقَالَ لِإِخْوَتِهِ هَذَا عَلِيٌّ ابْنِي فَضَمُّوهُ إِلَيْهِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ فَقَبَّلُوهُ ثُمَّ كَلَّمَ الْغُلَامَ بِلِسَانِهِ فَحَمَلَهُ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ هَذَا إِبْرَاهِيمُ ابْنِي ثُمَّ كَلَّمَهُ بِكَلَامٍ فَحَمَلَهُ فَذَهَبَ فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو بِغُلَامٍ بَعْدَ غُلَامٍ وَ يُكَلِّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ خَمْسَةُ أَوْلَادٍ وَ الْغِلْمَانُ مُخْتَلِفُونَ فِي أَجْنَاسِهِمْ وَ أَلْسِنَتِهِمْ.) بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص: 334

وأمّا نهاية الحلقة فلها علاقة بأم الإمام الحجّة (نرجس) عليها السلام ، فحينما ولد الإمام الحجّة عجّل الله فرجه وصلى على رسول الله وأمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام) واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه، فناولنيه أبومحمد (عليه السلام) وقال: يا عمة رديه إلى امه حتى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم ان وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون. فتناوله الحسن (عليه السلام) منى والطير ترفرف على راسه، فصاح بطير منها فقال: احمله واحفظه ورده الينا في كل اربعين يوما، فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه الطير فسمعت ابا محمد (عليه السلام) يقول: استودعك الذى اودعته ام موسى فبكت نرجس فقال: اسكتى فان الرضاع محرم عليه الا من ثديك وسيعاد اليك كما رد موسى إلى امه، وذلك قول الله عزوجل: فرددناه إلى امه كى تقر عينها ولا تحزن ...قلت: وممّن؟ قال: «من نرجس»، قلت: فلست أرى بنرجس حملاً؟ قال: «يا عمّة إنّ مثلها كمثل أُمّ موسى لم يظهر حملها بها إلّا وقت ولادتها) ولا يخفى عليك أن الطير إنّما هو إشارة إلى جبرئيل عليه السلام .

وسيظهر الإمام إن شاء الله و أوّل من يبايعه بين الركن و المقام هو جبرئيل عليه السلام .

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام

25 رجب الأصب 1437

الساعة 15:45