أجسادكم في الأجساد : 20167 20163 20161 هـ - الموافق 19 يوليو 2016
(وَ أَجْسَادُكُمْ فِي الْأَجْسَادِ وَ أَرْوَاحُكُمْ فِي الْأَرْوَاحِ وَ أَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ وَ آثَارُكُمْ فِي الْآثَارِ)
بالتأكيد أنّه قد قرعت سمعَك حقيقةٌ ربّانيّة وهي الولاية التكوينيّة ، فهي لا تعني سوى أنّ المعصومين عليه السلام هم الحلقة بين البارئ سبحانه و بين مخلوقاته في عالم التكوين و بتبع ذلك في عالم التشريع ، كيف يكون للهواء دور رئيس في نموّ الشجر و الشجر تأثير في الحفاظ على البشر كمثال محسوس .
إنّهم عليهم السلام تجلٍّ و ظهور لأهم الصفات الإلهية و هي الإرادة و المشيئة ، فجميع المخلوقات ظاهرها و باطنها هي فعل الله تعالى و مظهر إرادته سبحانه وتجلٍّ لمشيئته ولذلك يطلق عليها (شيء) وبالنتيجة فأجساد الناس و الملائكة و الجن و أعضائهم و كذلك الدواب إنّما هي شعاعٌ لإرادة الربّ الهابط إلى أهل البيت عليهم السلام ، و بالنتيجة كلّ ما في عالم التكوين من الغيب و الشهود وآثارهما التي ملأت كلّ شيء مرتبطة بهم عليهم السلام ، نقرا في الزيارة (بِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ وَ بِكُمْ تَسِيخُ الْأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدَانَكُمْ وَ تَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا ، إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ ) .
فلا تغفل عن ذلك حينما تقرأ دعاء كميل وتقول (و بنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء ، يا نور يا قدّوس) فهو تعالى النور ، و أهل البيت هم الوجّه المنوّر فتدبّر أيّها العزيز في هذه الكلمة و لا تمرّ عليها مرور الكرام !
قال الإمام الخميني ره في تعليقاته على شرح فصوص الحكم – ص 89 الى 90 (فصار جسمه جسم الكل و نفسه نفس الكل و روحه روح الكل كما في الزيارة الجامعة : " اجسادكم في الاجساد و ارواحكم في الارواح و انفسكم في النفوس " )
ثمّ تطرّق اإلى الحديث القدسي عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (مَا زَالَ الْعَبْدُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَكُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَ بَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَ يَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَ رِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَ لَئِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ وَ إِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) وقال :
(ففي ذلك المقام يصير العبد سمع الحق و بصره و يده كما في حق مولى الموالي سلام الله عليه " اذن الله الواعية عين الله الناظرة و يد الله " الى غير ذلك فيسمع الحق به و يبصر به) ثمّ قال : (صار عقل الكل عقلهم و روحهم روح الكل و جسمهم جسم الكل كما ورد " ارواحكم في الارواح و انفسكم في النفوس " فالكل من قاطني عالم الارواح و الاشباح مربّوُن بتربيتهم مُدبّرون بتدبيرهم يتصرفون فيه كما شاء ) وللحديث تتمّة فانتظر
العبد الفاني
إبراهيم الأنصاري البحراني
الثلاثاء 14 شوال 1437
الساعة 5:50 صباحا