• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

توبيخ 20177 20173 20171 هـ - الموافق 22 مارس 2017

أفكار ورؤى

هذه ملكة سبأ (قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ)(النمل/32). (قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)(النمل/33). ثمّ هي التّي نطقت و (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)(النمل/34).

لا شكّ بأنّها ليست بصدد توبيخ و تقريع نفسها ، كيف ! والفساد هو التخريب والإحراق و هدم الأبنية، و إذلال الأعزة هو بالقتل و الأسر و السبي و الإجلاء و التحكّم، بل كانت تريد من ذلك هو سليمان المَلِك بزعمها ! ولذلك أرادت أن ترضي سليمان و تأمن شرّه بزعمها و ذلك من خلال هديتها ، قالت (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)(النمل/35).

فههنا إشارة لطيفة من إشارات القرآن الكريم لا يشعر بها إلا أصحاب الذوق السليم المأنوسون بكلام ربّ العالمين و في الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام :(( كتابُ الله عزّ وجلّ على أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة ، واللطائف ، والحقائق .))

لكي تتضّح لنا صورة هذه الإشارة ينبغي أن نتوسَّل بمثال يقرِّبنا إلى الحقيقة ، لو فرضنا أنَّ مجموعة من الناس جالسين حول شيخهم الناصبي المنحرف فدخل عليهم أحد كبار علماء المذهب الحق،  فقال الناصبي : الشيوخ يشككون في عقائد الناس و يفسدون أفكارهم فلاشك أنّه يقصد من هذا الكلام هذا العالم المؤمن ! فأجابه العالم بالفور : كذلك يفعلون ، فلاشك أنّه يقصد بذلك شيخهم المنحرف الجالس هنا و هو القدر المتيقن في مقام الخطاب، فلا يجوز أن نعمم الخطاب لكلّ المشايخ أينما كانوا.

فهنا أريد أن أقول بصريح الكلمة أنّ الله سبحانه يتحدّث بدلا عن سليمان عليه السلام (كذلك يفعلون) كما في الحديث  الوارد في تفسير علي بن إبراهيم ، فيا ترى من يقصد سبحانه بهذه الكلمة ؟ لا شكّ أنّه يقصد بلقيس الملكة لا سليمان ولكن من خلال الإشارة اللطيفة فتأمّل ، ومن هنا يمكننا أن نميِّز بين المُلك الإلهي الذ وهب لسليمان و لعدد من الأنبياء كيوسف و الأولياء كطالوت و بين الملك الإعتباري الذي أظهره و أمضاه البشر فلا تغفل