ثیبات و آبکارا 20187 20183 20181 هـ - الموافق 26 مايو 2018
أثار انتباهي قوله تعالى (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا)(التحريم/5). وذلك لأنّه سبحانه بصدد مدح النسوة هنا من خلال بيان صفاتهن الستّة وبطبيعة الحال ينبغي له أن لا يذكر الثيبات بالمرّة ، و لو أراد ذكرهن فلا يقدمهن على الأبكار بل الأولى تقديم الأبكار عليهن لأنّهن الأفضل على الظاهر كيف لا و هو سبحانه عندما يتطرق إلى الحور في الجنّة يقول (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً)(الواقعة/35). (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا)(الواقعة/36). (عُرُبًا أَتْرَابًا)(الواقعة/37).
ولعلّه سبحانه أراد من ذلك تعظيم خديجة بنت خويلد سلام الله عليه (لو قلنا بأنّها كانت ثيب حين تزوّجها الرسول ص) وبذلك أراد أن يقدّمها على غيرها ، خاصة مع ملاحظة الحديث العامي عن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: عائشة وحفصة أورده البخارى في الصحيح.
ولا تفوتك الآية التي قبلها حيث يقول سبحانه (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)(التحريم/4). ولاشك أنّ صالح المؤمنين هو علي بن أبي طالب عليه السلام كما في أحاديث العامّة ، فعن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما إلى قوله: صالح المؤمنين قال: صالح المؤمنين هو على بن أبى طالب (عليه السلام)... فتأمّل.