ملكوت عاشوراء (1) أتم القصص . 20187 20183 20181 هـ - الموافق 06 سبتمبر 2018
قد عبّر القرآن الكريم عن قصّة يوسف بأنّها (أحسن القصص) لأنّها شاملة لمجمل مسير البشرية مما جعلته حسنة، فلا نمرّ على موقف إلا ونشاهد فيه حُسناً لا مثيل له ، وأمّا قصّة رسول الله صلى الله عليه وآله فهي (أفضل القصص) من حيث أهميّة تلك المواقف وإن كانت مشتملة على حوادث مؤلمة جداً ، ويمكن التعبير عن قصّة أميرالمؤمنين عليه السلام بأنّها (أكمل القصص) وذلك بعد تنصيبه ولياً لرسول الله صلى الله عليه وآله حيث اكتمل الدين و إن لم يتمّ الدين باعتبار وجود الكفار و المنافقين الذين كانوا السبب في الحيلولة دون تجلي حكمه الإلهي ، وأمّا واقعة الإمام الحسين عليه السلام فهي (أتمّ القصص) لأنّها هي الواقعة التامّة حيث نشاهد جميع أبعاد الخير و الشرّ ظهرت في کربلاء، من معتقدات فكرية ، و قيم أخلاقية، و مواقف ميدانية.
تبقى واقعة الإمام المهدي عجّل الله فرجه فهي في الحقيقة (ظهورُ القصص) جميعاً ولذلك أطلق على الإمام (جامع الكلم) ورد في الزيارة (اَلسَّلامُ عَلى مَهْدِيِّ الاُمَمِ وَجامِعِ الْكَلِمِ، اَلسَّلامُ عَلى خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ) وفي الحديث (وَ سَيِّدُنَا الْقَائِمُ عجل الله فرجه مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَ يَقُولُ يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدَمَ وَ شَيْثٍ فَهَا أَنَا ذَا آدَمُ وَ شَيْثٌ ..... أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مُحَمَّدٍ وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَهَا أَنَا ذَا مُحَمَّدٌ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام فَهَا أَنَا ذَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ فَهَا أَنَا ذَا الْأَئِمَّةُ عليهم السلام) بحارالأنوار ج 53 ص 7 ، 8 باب 28
إبراهيم الأنصاري البحراني
25 ذي الحجة 1439