باذلا مهجته : 20187 20183 20181 هـ - الموافق 03 أكتوبر 2018
كم هو جميل هذا الحديث الذي نقله العارف الفذّ ملامحسن الفیض الکاشانی وهو من الأحاديث القدسية الإلهيّة :
(مَن طَلَبَنی وَجَدَنی، مَن وَجَدَنی عَرَفَنی وَ مَن عَرَفَنی اَحَبَّنی وَ مَن اَحَبَّنی عَشَقَنی وَ مَن عَشَقَنی عَشَقتَهُ وَ مَن عَشَقَتَهُ قَتَلتَهُ وَ مَن قَتَلتَهُ فَعَلی دِیَتَهُ وَ مَن عَلی دِیَتَهُ فَاِنّا دِیَتُهُ.)
*وقد تطرّق الحديث إلى المراحل السبعة التّي ينبغي أن يجتازها العارف بالله وهي : 1ـ الطلب 2ـ الوجدان 3ـ المعرفة 4ـ المحبة 5ـ العشق 6ـ الشهادة 7ـ الفناء.
فالهدف الأسمى هو لقاء الله الذي يتمّ من خلال الشهادة في سبيل الله تعالى ، ولذلك قال الإمام الحسين في خطبته (من كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله) بحار الأنوار ج44 ؛ ص367
يقول جلال الدين الرومي في قصيدته العرفانية الجميلة (حیلت رها کن عاشقا دیوانه شو دیوانه شو) أترك عنك الحِِيّل أيّها العاشق و كن مجنونا( و اندر دل آتش درآ پروانه شو پروانه شو) ثمّ اخرج من النار و كن فراشة تطوف حول النار ( هم خویش را بیگانه کن هم خانه را ویرانه کن) إنس نفسك و خرّب بيتك ( آنگه بیا با عاشقان هم خانه شو هم خانه شو) ثمّ تعال اسكن مع العشاق .
هذا يعني بذل النفس في سبيل المعشوق ، وهكذا كان أنصار أبي عبد الله الحسين عليه السلام وصلوا إلى مستوى من الفناء بحيث أنّهم كانوا يشعرون بالسرور فكانوا يتسابقون إلى الشهادة (عن أبي جعفر عليه السلام قال: "قال الحسين عليه السلام لأصحابه قبل أن يقتل: إنّ رسول الله صلى الله عليه و آله قال لي: يا بنيّ, إنّك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيّون وأوصياء النبيّين، وهي أرض تدعى عمورا، وإنّك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مسّ الحديد، وتلا: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ يكون الحرب برداً وسلاماً عليك وعليهم) ، فلنكن من الموطِّنين أنفسنا للقاء الله لنحيى محياهم و نموت على ما ماتوا .