قانون الإعتزال 20187 20183 20181 هـ - الموافق 13 أكتوبر 2018
هو قانون إلهي قد أكد عليه القرآن الكريم في مواطن عديدة وبيّن آثارها و نتائجها الإيجابية قال تعالى (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاَّ جَعَلْنَا نَبِيًّا)(مريم/49). وأيضاً بالنسبة إلى أصحاب الكهف (وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا)(الكهف/16).
وأمّا ما يتعلق بمريم عليها السلام فبينها بكلمة أخرى و هي (النبذ) فقال (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا)(مريم/16).
وهذا القانون القطعي الإلهي قد تجسّد في عدد من العبادات التي تبني شخصية الإنسان المؤمن ، مثل حجّ بيت الله الحرم ، خصوصاً موقف عرفة و المشعر وأيضاً الإعتكاف ثلاثاًً هو من مصاديق الإعتزال .
وفي هذا المجال هناك توصيات من العرفاء الربانيين بأن يبتعد الإنسان عن مظاهر الدنيا مدة أربعين يوماً ليتنعم بالنعم الإلهية، وفي كتاب مصباح الشريعة خصص باب وهو الباب الخامس و الأربعون للعزلة ومن الأحاديث التي ذكرت هناك هو ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام (ما من نبي و لا وصي إلا و اختار العزلة في زمانه إما في ابتدائه و إما في انتهائه) مصباح الشريعة، ص: 100
وأيضاً قد ورد عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوما - إلا زهده الله عز و جل في الدنيا، و بصره داءها و دواءها، و أثبت الحكمة في قلبه، و أنطق بها لسانه) .
هذا وأيّ عزلة أعظم من الهجرة إلى الوادي المقدس في أرض كربلاء مشياً على الأقدام بقصد لقاء المولى ، فكلّ لحظة منها تُعادل أربعين يوماً من حيث بناء الشخصية الروحانية و الرقي إلى عالم المعنى ، ولا تشكّ أيها المحبّ أنّ هذا هو سرّ الأربعين فشدّ حزامك و انطلق مع العشاق نحو العروج سيراً على الأقدام فهي فرصة إضاعتُها سوف يورث الندم في الدارين .
مشهد المقدسّة
إبراهيم الأنصاري البحراني
2 صفر المظفر 1440