تأدية حق الإمام : 20187 20183 20181 هـ - الموافق 21 أكتوبر 2018
من هو السائل ؟ هو الذي يحسّ بالفقر و الفاقة ولا يرى نفسه قادراً على سدّها فيتوجّه إلى الغني ، ليمنحه من غناه .
الصحراء القاحلة بلسان حالها تطلب المطر لتخضر ، والإنسان الجائع يطلب الطعام بنظره قبل قوله ، فلا يشترط أن يتكلّم السائل فيظهر ما في قلبه ، و الجدير أنّ الإنسان ربّما لا يمكنه الوصول إلى أمنيته بمجرد الدعاء و الطلب القولي فينبغي حينئذِ أن يترجم دعائه بعمله كما فعلت هاجر في الوادي غير ذي زرع حيث تركهما إبراهيم بأمر من الله في ذلك الوادي القفر و حين نفد ما معهما من زاد وماء، جهدت وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة حتى كان مشيها بينهما سبع مرات، فاستجاب الله دعائها حيث رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا؛ فضرب جبريل الأرض؛ فظهر الماء فشربت ودرت على ابنها .
على ضوئه أقول : كم دعونا بهذا الدعاء الوارد في آخر الندبة:
(وَ أَعِنَّا عَلَى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ، وَ الِاجْتِهَادِ فِي طَاعَتِهِ، وَ اجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنَا بِرِضَاهُ، وَ هَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ، وَ دُعَاءَهُ وَ خَيْرَهُ، مَا نَنَالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ فَوْزاً عِنْدَكَ)
يا ترى هل كان يجدي هذا الدعاء بمجردّ القول ، ولو كانت نيّة الداعي متعالية و إخلاصه رفيع ! لا أظّن أنّ أحداً يتجرأ أن يدّعي أنّه قد أدّى حقوق الإمام الحجّة عجل الله فرجه وفاز بذلك فوزاً عظيما .
ولكن مسيرة الأربعين بما فيها من تجليات ربّانية و انجذاب روحاني و نور ملكوتي قد ترجت تلك الأمنية العظيمة فرأت النور بعد ما كانت خافية في غياهب الظلام ، فيا لها من نعمة عظيمة قد تحقّق فيها تلك الطلبات الثمانية وبالنتيجة الفوز العظيم .
والأهم من ذلك هو الطلب الأوّل الذي قد تحقق قطعا من خلال زيارة الإمام الحسين عليه السلام كما يؤكدّ عليه الحديث التالي:
) مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَقَّ رَسُولِ اللَّهِ ص- وَ حَقَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ حَقَ فَاطِمَةَ ع- فَلْيَزُرِ الْحُسَيْنَ عليه السلام يَوْمَ عَاشُورَاءَ( وسائل الشيعة ؛ ج14 ؛ ص477