• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

التعرض للنفحات المهدوية (الحلقة الأولى) 20197 20193 20191 هـ - الموافق 03 يناير 2019

التعرض للنفحات المهدوية

كم من القصص التّي نقلت إلينا عمّن حظي بلقاء صاحب الأمر الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف، وهو أمر عظيم وأمنية كلّ من يواليهم عليهم السلام، ندعوه سبحانه أن يوفّقنا لذلك و لو بنظرة واحدة.

وعند ملاحظة هذه الحكايات نشاهد أنّ الذين تشرفوا بلقائه عليه السلام هم على صنفين:

العوام من الناس والخواص منهم أعني العلماء.

فعند التركيز في طلبهم نشاهد أنّ العامّة لا يطلبون من إمامهم إلا أموراً تتعلق بأجسامهم كالشفاء من الأمراض و طلب الأولاد و أيضاً مثل التوفيق لحج بيت الله الحرام و ما شابه ذلك مع أنّ أضرحة الأئمة عليهم السلام بل أولادهم و أحفادهم وكذلك الأولياء الصالحون هي الكفيلة لمثل هذه المطالب فهي ملجأ لشيعتهم، والكرامات التي صدرت منهم لا تعدّ و لا تُحصى! فلماذا إذن الإصرار على لقاء الإمام عجّل الله فرجه.

 وأمّا العلماء والفقهاء فينبغي أن يطلبوا من إمامهم أموراً معنوية و حقائق علمية و حلّ المعضلات وغوامض الدين!

ولكن المفاجأة الكبرى هي أنّنا لا نلاحظ شيئاً من هذه الأمور في طلباتهم وأكثرها نفس الحاجات التي يسعى عامّة الناس في الحصول عليها من إمامهم الغائب،  اللهم إلا القليل منهم كأبي الرمّانة (الشيخ محمد بن عيسى رحمه الله) حيث التجأ إلى الإمام في أمر كان ذا أهميّة كبيرة يختص بكيان المذهب و الأمّة في البحرين .

وهناك البعض من هؤلاء العلماء قد ركزّ على أمور تتعلق بظواهر الشريعة حكماً أو مصداقاُ!

هل قرأت قصّة السيد مهدي بحر العلوم رحمه الله في مسجد السهلــة حيث استمع إلى مناجاة الإمام متلذذاً ثمّ لم يُنقل عنه أنّه طلب شيئاً ما من علومه اللدنية من إمامه عجل الله فرجه.

هذا:

ونحن لا نريد إنكار موضوع التشرّف بلقاء الإمام المهدي عجّل الله فرجه أبداً و لا نريد أن ننكر ما نقله القوم في كتبهم عمّن تشرّف بلقائه، علماً بأنّ الكثير منهم تشرف بلقاء و ليّ من أولياء الله ظنّا منه أنّه الإمام المهدي المنتظر عجّل الله فرجه.

أريد القول بصريح الكلمة أنّ هذه التشرُّفات لم تنتج لنا نتيجةً مفيدةً و لم تحرّك ساكناً، فلم ينقلوا عن إمامنا شيئاً من العلوم ولم يكن لهم دور في تغيير أوضاعنا السيء إلى أحسن حال بل وأكثر ما نقل لنا مطالب عامية لا تسمن ولا تغني من جوع .

توضيح:

فلو فرض أنّ خطاطاً دخل في قاعة أفراح جميلة، يا ترى ما هو الشيء الذي يركّز عليه في بادئ البدء ؟ إنّه يلاحظ الخطوط الجميلة المنقوشة فيها. و أمّا المعمار فلا يلاحظ إلا الجوانب الهندسية وهكذا، فكلّ حسب تخصصه و ذوقه و مهنته.

والفقيه الذي يمضي جلّ أوقاته في الدراسة و التدريس لماذا لم يركّز على الجانب العلمي وطرح التساؤلات و الشبهات على الإمام الحجّة أرواحنا فداه ليلتقى جواباً يفيد الأمّة؟

أين تلك العلوم والحقائق وهل هذه اللقاءات قد كانت لها الدور في رؤى ذلك الفقيه الذي تشرّف بلقاء الإمام؟

أين الأبحاث النورانية المنقولة من مجلس الإمام عجل الله فرجه حين اللقاء و هل يبخل الإمام في ذلك ؟ حاشاه.

ولا شك لو كان العالم الذي استقي من علم الإمام حتّى ولو كلمة واحدة لجعله محوراً لأبحاثه وكتاباته ودروسه بحيث كان يركّز عليه دائماً ولكن مع الأسف لا نشاهد ذلك عنهم.

فيا ترى ما الذي ينبغي لنا أن نستفيد من الإمام الحجّة في عصر الغيبة؟ وما هو الشيء المفيد و الصحيح في موضوع الارتباط به؟ و كيف تكون آلية ذلك ؟

هذا ما سنجيب عليه و الحلقة الثانية ... فانتظر .