سر الإحرام 20147 20143 20141 هـ - الموافق 24 سبتمبر 2014
فال تعالى (يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(الأعراف/26) وقال الصادق عليه السلام: (أزين اللباس للمؤمنين لباس التقوى وأنعمه الإيمان)) فاللباس الحقيقي هو لباس التقوى ولباس طاعة الله تعالى الذي من لبسه لا يعرى يوم يخرج الناس من قبورهم عراة، وقوله(هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)(البقرة/187) يحمل هذا المعنى، حيث أنّ من تزوَّج فقد أحرز نصف دينه. وهذا اللباس القلبي بنفسه سيتجسَّد يوم القيامة(وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ...)(الكهف/31) (...يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)(الحج/23) وفي قبال ذلك هو ثياب المعصية (..فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَار..)(الحج/19 )و أمّا السر في ثوبي الإحرام هو أن الثوب الذي يلبسه الإنسان وإن كان هو لستر العورة ولكن لأنه خيط له خاصة فيتناسب مع جسمه فلا محالة له صفة الظهور أمام الناس وهذا ما يثير الأنانية التي هي رأس كلّ خطيئة و يورث الرياء و النفاق وهو عدم تطابق الظاهر مع الباطن وهو أخطر الأمور دون الإحرام فليس له صفة إلا ستر العورة، وذلك كما ورد في الدعاء عند لبس ثوبي الإحرام "الحمد لله الذي رزقني ما أواري به عورتي".