لئن أشركت ! 20177 20173 20171 هـ - الموافق 07 سبتمبر 2017
من أشد خطابات القرآن للنبي صلى الله عليه وآله قوله ( لئن أشركت ليحبطن عملك) من الواضح أنّ الشرك هنا لا يقصد منه المعنى المصطلح فحاشا أن يشرك الأولياء و المؤمنون فضلا عن الرسول صلى الله عليه وآله الذي هو مؤسس مدرسة التوحيد ! فيا ترى ماذا يقصد من هذا التعبير ؟ ورد الجواب في حديث نقله الكليني في اصول الكافى عن على بن ابراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) يعنى ان أشركت في الولاية غيره ، بل الله فاعبد وكن من الشاكرين يعنى بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك.) و هل من المعقول أن الرسول صلى الله عليه وآله يشرك في الولاية غير علي عليه السلام ؟ فكيف نفسّر هذه المقولة إذن؟ أقول : إنّ رسول الله ص كان يعاني من بعض الصحابة كثيراً حيث كانوا يربطون أنفسهم به قهراً فكلما أراد أن يخطب و قفوا إلى جنبه وكأنّهم من حواريه! فكان ذلك يسحر أعين الناس فيتوهمون أنّ هؤلاء القوم بالفعل من محبي الرسول و لعلهم من خلفائه ، هذا ما كان يجرّهم إلى تبعية من لا حظ له من الإسلام إلا حقنا للدم . وأمّا في هذه المرة أعني بعد حجّة الوداع، اشتد التكليف و صعب فلم يكتف سبحانه بالقول كما في المرات السابقة بل لابد من الفعل(إن لم تفعل فما بلغت رسالته) فلأجل أن لا يستغل القوم هذه الفرصة لأجل مصالحهم الدنيوية أراد سبحانه من نبيه أن لا يسمح لللمنافقين الوقوف إلى جنبه حين تنصيبه علياً مولى للأمّة فقال لئن أشركت ... الخ. ومن أجل ذلك نشاهد الرسول صلى الله عليه وآله وبعد أن انصرف ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من صلاته ، أمر أن يُصنع له منبر من أقتاب الإبل وذلك لكي يكون المكان مرتفعاً و أيضاً لا يستوعب وقوف أكثر من رجلين هو و أخاه علياً عليهما السلام ...(أكرم بالكف التي تَرفع و الكف التي تُرفع) فبهت المنافقون من هذه الخطة الإلهية.