ثمّ نبتهل فنجعل ! 20147 20143 20141 هـ - الموافق 19 أكتوبر 2014
لما نزلت الآية الكريمة :(فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ( 61 آل عمران ) وأراد أن يباهل نصارى نجران دعا رسول الله عليا وفاطمة والحسن والحسين وفي رواية وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلي يمشي خلفها ، وقال لهم النبي : إذا دعوت فأمنوا ، فلما رآهم أسقف نجران ، قال : يا معشر النصارى ! إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله ، فلا تبتهلوا فتهلكوا ، فصالحهم على دفع الجزية . ومع ملاحظة الآية تشاهد أنّه تعالى قدّم الأبناء وجعل النساء في الوسط و الأنفس بعد ذلك ، هذا إن دل على شيء يدل على أنّ الصديقة هي المحور و حلقة وصل بين النبوّة والإمامة كما تدل على ذلك الأحاديث الكثيرة والأدعية . و قوله تعالى : (ثمّ نبتهل ) يدلّ على أن وجود علي و فاطمة والحسن والحسين ضروري ، فبعد أن يجلسوا إلى القبلة و يرفعوا أيديهم سيبدأ الابتهال ، فرغم أهميّة دعاء الرسول ص كمقتضي فقط فلابدّ من الشرط وهو (آمين) هؤلاء ليؤثر الدعاء ، و لا يخفى عليك ما في قوله تعالى :(فنجعل) بصيغة الجمع ، فالجميع هم أصحاب الرسالة رسول الله وأهل بيته عليهم السلام لا أن الرسول ص هو صاحب الدعوى وهؤلاء ليسوا إلا شهود أو متفرجين فلا تغفل .