كربلاء ساحة العشق 20177 20173 20171 هـ - الموافق 18 سبتمبر 2017
من الخطأ أن نصور كربلاء أنّها ساحة حرب خشنة، فأرض كربلاء كانت محلاً لاستعراض العشاق المخلصين فقط، فلا تسمع إلا هتافات: (أنا عاشق الحسين) و(حب الحسين أجنَّني) وهذه المواقف حرية بايجاد تغيير وانقلاب داخلي لمن يشاهد أولئك العشّاق، ولعلها من أشد الأمور تأثيراً في الانسان، لأن الانسان بفطرته يهوى العشق و ينجذب إلى العاشق ، ولكن المشكلة فيما لو قسا القلب، فلو التقى قاسي القلب بالعاشق الواله ولم يستطع مواجهة منطقه الجميل ، فيتمنى هلاكه بل ينتظره لأن يهوي على الأرض ليقتله فيتخلص منه ، فهؤلاء الأعداء كانوا منعدمي الشعور، إذ كيف لانسان أن يرى انكسار عاشق ولا يتأثر لهذا المشهد بل ويجهز عليه فور سقوطه. ولهذا زادت المصائب في كربلاء لأنّ الهمجي لا يتمكن من التسابق مع العاشق فلا يرى في نفسه بداً إلا أن يبعد العاشق عن الوجود كي تخلو له الساحة فيعمه في طغيانه ولكن هيهات ذلك !