تجلي الرحمة 20157 20153 20151 هـ - الموافق 08 يناير 2015
حينما طلب الله تعالى من إبليس السجود لآدم (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ)(الحجر/32). قال في الجواب (قَالَ لَمْ أَكُنْ ِلأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)(الحجر/33). فأخرجه الله من جوار رحمته (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)(الحجر/34). و وجّه إليه لعنته (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ)(الحجر/35). والذي جعله يصرّ على موقفه القبيح هو معرفته (للعالين) حينما أشار إليهم سبحانه (قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ((ص/75) وحسده المفرط تجاههم وفي الحديث (عن أبي عبد الله عليه السلام قال فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد ( ولذلك أراد إغواء المؤمنين من أولاد آدم )قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )(الأعراف/16). هؤلاء هم الذين يتولّون الصراط المستقيم لا غيرهم ، وأيضاً أجهد نفسه للحيلولة دون مجيء العالين وهم محمد وآله الطاهرين إلى الدنيا لتخلوا الساحة له ويفعل ما يشاء كيفما يريد ولكن بمولد رسول الرحمة محمّد صلى الله عليه وآله فشلت خطط إبليس ، فعن الصادق (ع) : كان إبليس - لعنه الله - يخترق السماوات السبع ، فلما وُلد عيسى (ع) حُجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات ، فلما وُلد رسول الله (ص) حُجب عن السبع كلها ، ورميتْ الشياطين بالنجوم ..وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي (ص) ليس منها صنمٌ إلا وهو منكبٌّ على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ) لنشكر الله على أننا من أمة رسول الله صلى الله عليه وآله.