جناح بعوضة 20167 20163 20161 هـ - الموافق 22 يوليو 2016
حالة أبي ماهر بمدينة المحرّق ثاني مدن البحرين مساحة هي محل ولادتي و ترعرعي إلى السن الثامن عشر وبالتحديد سنة 1974 ميلادية ، ثمّ الهجرة إلى النجف و قم المقدستين، فبطبيعة الحال أنا كلّما أُدعى للقراءة في حسينيّة الحالة أعيش أيام طفولتي و شبابي و أشاهد أمامي و أنا على المنبر رجالاً لا أعرفهم فأسال من أنت فبمجرد أن يعرّفوا أنفسهم يذكّروني بمواقف كانت بيني و بينهم قبل أربعين سنة فيعيِّشوني تلك الأيام الماضية وهذا في حدّ نفسه جميل إلا أنّ البعض منهم يبدأ معي في النقاش حول المحاضرة أو الذكريات أو الرؤى التي يتابعونها من خلال موقع الكوثر ، و حيث أنّني كتبت بالأمس ذكرى عنوانها (كمثل الحمار) فالبارحة بمجرّد نزولي من على المنبر قال لي أحدهم و لكن هذا لا يصدق عليكم أنتم فقلت لماذا ؟ أنا مصداق لمن حُمّل أسفاراً ولم أؤدّي ما حمّل عليّ ! فقال لا ... هنا أستوقفتني كلمته الجميلة التّي كانت هي الحكمة بعينها فقال : إنّ الله قال (... إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)(لقمان/19). وهل تتجرأ وأنت الآن قرأت مصيبة سيّد الشهداء عليه السلام فبكيت و أبكيتنا أن تقول أنّ هذا الصوت مصداق للآية ؟ قلت : حقّاً لا أتجرأ ! ففي الحال بدأت أفكّر في أهميّة أمر الإمام الحسين عليه السلام و أستحضر الأحاديث الكثيرة في ذلك وأتأمّل فيها خصوصاً في قول الإمام الصادق عليه السلام عن جدّه الإمام الحسين عليه السلام (أَنَا قَتِيلُ الْعَبْرَةِ لا يَذْكُرُنِي مُؤْمِنٌ إِلَّا اسْتَعْبَرَ.) كامل الزيارات .
وأيضاً مافي تفسير القمي / ج2 / 292 (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ مَنْ ذَكَرَنَا أَوْ ذُكِرْنَا عِنْدَهُ- فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ دَمْعٌ مِثْلُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.) وأيضاً (عَنْ أَبِي هَارُونَ الْمَكْفُوفِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ...َ مَنْ ذُكِرَ الْحُسَيْنُ عليه السلام عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ مِنَ الدُّمُوعِ مِقْدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ وَ لَمْ يَرْضَ لَهُ بِدُونِ الْجَنَّةِ.)
فيا أيّها الحبيب لا تبخل بدموعك فاسكبها على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام على الأقلّ في كلّ يوم مرّة واحدة فهي السعادة بعينها في الدارين ، يقول الشاعر الفارسي ما ترجمته(القلب الذي هو منبعٌ لنهر الكوثر هو المليء بالأزهار و الأشجار الجميلة و هو الربيع بعينه ، ولكن أجمل و أعظم من ذلك هي العين المليئة بالدمعة على الإمام الغريب ، بل لا مجال للمقارنة بينهما حيث أنّ نهر الكوثر بعظمته هو وليد الدمعة المسكوبة على سيد الشهداء عليه السلام) .
(السَّلامُ عَلَى وَلِيِّ اللَّهِ وَ حَبِيبِهِ السَّلامُ عَلَى خَلِيلِ اللَّهِ وَ نَجِيبِهِ السَّلامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَ ابْنِ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلَى أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ وَ قَتِيلِ الْعَبَرَات)
تراب قدمي خدام الحسين
إبراهيم الأنصاري البحراني
الجمعة 17 شوال 1437
الساعة 4:40 صباحاً