حصون الإسلام 20157 20153 20151 هـ - الموافق 06 سبتمبر 2015
قد ارتكب البعثيون بحقّ مراجع وعلماء العراق جرائم لم يفعلها أحد قبلهم حتى الحجّاج الثقفي ، وأقلّ تلك الجرائم هو عدم سماحهم من الدخول إلى العراق لو خرجوا منها وهذا ما أدّى إلى الفصل بين الأبناء والآباء والأمهات ، فلأجل الإستمرار في الدراسة الكثير منهم عاش وحيداً حتى مات و دفن هناك ، والكثير منهم أُخرجوا منها و صودرت جميع ممتلكاتهم و أمّا السجن والإعدام فحدّث و لا حرج . في سنة 1974 وباعتبار أننا خليجيون و بامكاننا الخروج و الدخول إلى العراق طلب منى سماحة العلامّة الشيخ الطبرسي و العلامة السيد الجلالي - وقد أخرجا من العراق- أن أنقل كتبهما وكانت كثيرة ، من النجف إلى إيران ليستلمانها في حدود خسروي الواقعة بين مدينة الخانقين و قصر شيرين ، فوصلتُ مدينة الخانقين الكردية فاستضافني المرحوم العلامة الشهيد السيد قاسم الشبّر قدّس سرّه وهو من كبار العلماء، بحفاوة و ترحاب فبقيت عنده حوالي خمسة أيام إلى أن تمّت الإجرائات ، و في هذه المدّة علمني الكثير من الدروس التربوية وكيفيّة التعامل مع الناس خصوصاً السذّج قال : هل تعلم أنّ أحدهم كان من روّاد الحسينية ففجأةً انقطع عنها و قطعني أيضاً والسبب غريب ، سألته لم تركتني ؟ قال: سيدنا رأيت في المنام أنني دخلت الحسينية فأصاب رجلي من دون قصد إستكانة الشاي فانكسرت ، فغضبتَ عليّ و نهرتني!! لم فعلت هكذا وأنت قدوة لنا!
هكذا كان يعاني هذا السيد الجليل من هؤلاء القوم !
ثمّ أدخلت الكتب إلى الحدود الإيرانية و سلمتُها لأصحابها وتعرفت على شاب إيراني دعاني إلى بيته فسألني عن حوزة النجف الأشرف فشرحت له شيئا ما ثمّ سألني عن المصدر المالي الذي يدعم الطلاب ، قلت له: أنّ السيد الخوئي يدفع عشرين ديناراً عراقيا و السيد السبزواري عشرة دنانير و السيد الشاهرودي .... ووو وأيضاً السيد الخميني يدفع ... لم أتمكن من تكملة الكلام لأنّ صرخ و قال لا تذكر اسمه فيُقبض علي و عليك و اصفر وجهه خوفاً وقال: أخرج من البيت فربّما كلمتك هذه تسبب لي مشكلة لا مخرج منها وأخاف أن يأتي قوات الأمن الشاهنشاهي إلى بيتي و ييتّموا أولادي ! لماذا ذكرت اسمه يا شيخ !
عزيزي : شاهد و فكر كيف كان الشاه يتعامل مع إسم الإمام الخميني فكيف بشخصه و أصحابه ، من هنا نعرف أهميّة الإمام قدس سرّه وخطورته آن ذلك وأنّه السدّ العظيم في قبال نوايا الإستكبار الخبيثة بل هو حصن من حصون الإسلام و قد ورد في الحديث :(عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ بَكَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَ بِقَاعُ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَيْهَا وَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ الَّتِي كَانَ يُصْعَدُ فِيهَا بِأَعْمَالِهِ وَ ثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْفُقَهَاءَ حُصُونُ الْإِسْلَامِ كَحِصْنِ سُورِ الْمَدِينَةِ لَهَا.)
إبراهيم الأنصاري – البحرين المنامة
16 ذيقعدة 1436
الساعة 4:40 عصرا