سريان التقوى : 20167 20163 20161 هـ - الموافق 18 يوليو 2016
كان مقصدنا مدينة ماسولة و هي إحدى البلدات السياحية الشهيرة بمحافظة گيلان في إيران. تابعة لمدينة فومن ، وتقع إلى الغرب من رشت عاصمة المحافظة.
تتميز ماسوله بنمط معماري فريد، بنيت بيوتها على سفوح مرتفعاتها بحيث يكون سطح البيت أرضية وممراً للبيت الذي فوقه وهكذا تأخذ شكلاً هندسيا ومعمارياً خاصاً وجميلاً تزينها السلالم والممرات الضيقة صعوداً ولا تتسع الممرات للمركبات.
وكافة مباينها تتألف عادة من طابقين وليس أكثر. والى جانب النمط المعماري الشائع في ماسوله على شكل سلالم، فمعضمها مكسوة بالأزهار والورود تضفي عليها بحلة قشيبة نضرة .
و كنّا نسمع بأن آيت الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت رحمه الله فومني ، هذا ما دفعنا إلى التجوّل في مدينته و زيارة الجامع الذي كان يصلّي فيه و أيضا الحوزة التي أسّسها هناك و اللقاء ببعض طلبة الحوزة ، كلّ شيء هناك كان متميزاً عن سائر المُدن ، تشاهد الناس كلّهم بهجت في حركاتهم و بهجت تصرفاتهم و تعاملهم و أخلاقهم والسيدات في عفتهنّ و حجابهنّ ! يا ترى ما هو السرّ في ذلك ؟
إنّه الإنعكاس الإيجابي للقدوة الحسنة في الأمّة ، وهذا هو المطلوب سواء على مستوى العائلة أو المجتمع فكم هو جميل أن يتميّز الأب و الأمّ بصفات تنتشرة في الأولاد لتنطبق الآية المباركة عليهم (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)(الفرقان/74). وعن الصادق عليه السّلام .. (الولد الطيّب سرّ أبيه) و عَنْه عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: (كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ؛ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الِاجْتِهَادَ وَ الصِّدْقَ وَ الْوَرَعَ) و في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام ( مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ وَ لْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ ) .
فيا عزيزي عليك بتصوّر دولةٍ يحكمها ولي العصر وصاحب الأمر روحي فداه الذي هو وجه الله تعالى فياترى كيف تكون الأمّة فيها؟ إنّها الجنّة بعينها تتآلف فيها حتى الحيوانات المفترسة رزقنا الله وإيّاكم رؤيته و التنعم في جنّته .
إبراهيم الأنصاري
13 شوال 1437
التاسعة مساء